التنظيمات الإرهابية تكثّف اعتداءاتها على الأحياء الآمنة في حلب الدفاع الروسية: الإرهابيون يستعدون لشن هجمات بـسيارات مفخخة في إدلب
كثّفت التنظيمات الإرهابية، المتمركزة في الأطراف الغربية لمحافظة حلب، من جرائمها واعتداءاتها على الأحياء الآمنة والمكتظة بالسكان في المدينة، فقد استشهد 3 مدنيين نتيجة اعتداء بالقذائف الصاروخية على حيي جمعية الزهراء وحلب الجديدة، فيما شدّدت التنظيمات التكفيرية حصارها على الأهالي في بعض المدن والبلدات الكبيرة بريفي إدلب وحلب، عبر نشر مزيد من إرهابييها على الطرق المؤدية إلى الممرات الإنسانية، وتهديدهم لمنعهم بقوة السلاح من الوصول إليها، والخروج إلى المناطق التي أمّنها الجيش وطهّرها من الإرهابيين ومخلفاتهم.
وفيما كشفت وزارة الدفاع الروسية عن معلومات تفيد بأن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في مدينة إدلب وريفها تتحضر لشن هجمات باستخدام سيارات مفخخة، يمارس الاحتلال التركي ضغوطاً مكثّفة على عناصر التنظيمات الإرهابية والمرتزقة الذين يعملون بإمرته في ريفي الحسكة والرقة الشماليين لإجبارهم على الالتحاق بالمجموعات الإرهابية التي ينقلها نظام أردوغان جواً إلى ليبيا للمشاركة بالقتال الدائر هناك.
ففي حلب، اعتدى إرهابيون، يتحصّنون عند الأطراف الغربية والشمالية الغربية لمدينة حلب، على المدينة بالقذائف الصاروخية، سقط عدد منها على حي جمعية الزهراء، ما تسبب باستشهاد طفل، في حين استشهدت امرأتان وأصيب 3 أشخاص بجروح نتيجة سقوط قذائف على حي حلب الجديدة.
وتعتدي التنظيمات الإرهابية المنتشرة عند الأطراف الغربية لمدينة حلب بالقذائف على المدينة وعدد من القرى والبلدات الآمنة بشكل متكرّر، ما أدى خلال الأيام القليلة الماضية إلى ارتقاء 11 شهيداً ووقوع عشرات الإصابات بين المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات الخاصة والعامة.
يأتي ذلك فيما واصل إرهابيو “جبهة النصرة” والمجموعات الإرهابية التي تتبع لهم حصارهم على المدنيين لمنعهم من الخروج عبر الممرات الإنسانية التي افتتحتها الجهات المعنية في أبو الضهور والهبيط والحاضر بريفي إدلب وحلب، وأمّنتها وحدات الجيش العربي السوري العاملة في تلك المناطق.
وذكر مراسلو سانا في حماة وحلب أنه بعد 9 أيام على افتتاح ممرات أبو الضهور والهبيط بريف إدلب الجنوبي الشرقي والحاضر بريف حلب الجنوبي لم تشهد خروج أي مدني من المناطق التي تنتشر فيها التنظيمات الإرهابية، مشيرين إلى أن الجهات المعنية على استعداد تام لاستقبال الراغبين بالخروج إلى المناطق الآمنة حيث جهّزت عيادات متنقلة وسيارات إسعاف مع طواقمها وحافلات نقل ومواد غذائية وغيرها.
وخلال السنوات السابقة من الحرب العدوانية على سورية، حرصت الدولة على فتح ممرات بين المناطق الآمنة والمناطق التي كان الإرهابيون ينتشرون فيها، وأمّنتها وحدات الجيش، ووفّرت جميع مستلزمات نقلهم ومعالجة المرضى وإيواء عشرات الآلاف منهم في مراكز إقامة مؤقتة ومن ثم إعادتهم إلى منازلهم في المناطق المحررة من الإرهاب بعد تأمين الجهات المعنية في المحافظات البنى التحتية ولوازم الإقامة الدائمة فيها.
في الأثناء، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن معلومات تفيد بأن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في مدينة إدلب وريفها تتحضر لشن هجمات باستخدام سيارات مفخخة، وقال رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم اللواء يوري بورنكوف: “إن مجموعات إرهابية قامت بنقل 4 سيارات مفخخة إلى محافظة إدلب، ما يدل على تحضير الإرهابيين لهجوم انتحاري”، وأشار إلى أنه “تم تلقي معلومات من مصادر محلية وسكان في إدلب حول نقل 4 سيارات مفخخة من قبل الإرهابيين إلى مدينة معرة النعمان، ما يشير إلى إعداد الإرهابيين للقيام بعمليات هجومية”.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري العاملة على محاور ريف إدلب الجنوبي الشرقي تصدت قبل يومين لهجوم عنيف شنه إرهابيو “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معها باتجاه نقاط الجيش المتمركزة على محور أبو دفنة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ودمّرت لها آليات وتحصينات عدة، وأوقعت خسائر في صفوفها.
بالتوازي، يمارس الاحتلال التركي ضغوطاً مكثفة على عناصر التنظيمات الإرهابية والمرتزقة الذين يعملون بإمرته في ريفي الحسكة والرقة الشماليين لإجبارهم على الالتحاق بالمجموعات الإرهابية التي ينقلها نظام أردوغان جواً إلى ليبيا للمشاركة بالقتال الدائر هناك.
وذكرت مصادر أهلية أن قوات الاحتلال التركي تعمد إلى قطع رواتب المرتزقة الذين لا يرغبون بالمشاركة في المعارك الدائرة في ليبيا وتلجأ إلى التجنيد القسري للمهجرين الموجودين في السجون التي أنشأتها قوات الاحتلال والتنظيمات الإرهابية ضمن الأراضي السورية.
سياسياً، أعلن رئيس قسم السينهادوس للعلاقات الخارجية بالكنيسة الروسية المتروبوليت هيلاريون أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تخطط لفتح مركز في سورية لمساعدة الأطفال المصابين والجرحى جراء الحرب المفروضة عليها.
وقال المطران هيلاريون للصحفيين في موسكو: “نأمل هذا العام في تنظيم وتجهيز مركز تحت سقف المكتب التمثيلي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية في دمشق حيث سنكون قادرين بصورة مباشرة على مساعدة عدد أكبر من الأطفال وسنكون على اتصال مباشر معهم حتى عندما يتلقون الأطراف الصناعية ويخضعون لمرحلة إعادة التأهيل الأولى”، لافتاً إلى أن بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل يولي اهتماماً خاصاً بالإنسان أولاً، وليس فقط بترميم مراكز العبادة المدمّرة.
وبين المطران هيلاريون أن الكنيسة الروسية تعتزم خلال العام الجاري مواصلة تقديم الأطراف الصناعية للأطفال السوريين المصابين، بالإضافة إلى إرسال أولئك الذين يحتاجون إلى مساعدة متخصصة إلى موسكو، معرباً عن أمله بوجود مساعدين ورعاة لهذه المبادرة، ومشيراً إلى أنه على مدار العام الماضي تمكنت الكنيسة الروسية من تنظيم تقديم الأطراف الصناعية وإعادة تأهيل لعشرة أطفال سوريين في موسكو.
وفي بيروت، أكد وزير الدولة اللبناني لشؤون التجارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال حسن مراد أن العلاقات المميزة بين سورية ولبنان تصب بشكل رئيسي في مصلحة لبنان، ودعا الحكومة اللبنانية المنتظرة إلى إيلاء الاهتمام المطلوب لتفعيل العلاقة المميزة مع الشقيقة سورية من أجل مصلحة لبنان وتسهيل عبور منتجاته إلى العمق العربي دعما للميزان التجاري وللمزارعين والصناعيين والتجار اللبنانيين.
وفي سلوفاكيا، أكد رئيس حزب فلاست، القاضي شتيفان هارابين، أن الوجود العسكري الأميركي في سورية غير شرعي ويتعارض مع القانون الدولي وعليه فإن القوات الأميركية هي قوات احتلال، وأكد أن الأميركيين موجودون في سورية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي ودون موافقة الحكومة السورية وبالتالي فإن قواتهم قوات احتلال، داعيا الحكومة السلوفاكية إلى التبرؤ من الممارسات الأميركية في سورية لأنها تتعارض مع القانون الدولي. وشدد على أن القانون الدولي يتحدث بصراحة عن عدم جواز القيام بأي عمل عسكري أو فرض حظر أو عقوبات على دولة ما دون تفويض من قبل الأمم المتحدة.