الصحة العالمية واثقة من قدرة الصين على احتواء “كورونا”
في الوقت الذي أعلنت الصين عن ارتفاع عدد الضحايا والمصابين بفيروس كورونا الجديد، حيث ارتفعت حالات الوفيات إلى 106 وتجاوز عدد المصابين 4 آلاف، تم تسجيل عشرات الإصابات في دول أخرى، مثل اليابان والولايات المتحدة، وفيتنام، وتايلاند، وفرنسا، وألمانيا، وسنغافورة، ونيبال، وأستراليا، وكندا، وسريلانكا، فيما أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أمس، عن ثقته في قدرة الصين على احتواء تفشي الفيروس الجديد، وقال، خلال اجتماع مع السلطات في بكين: إنه يساند الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية حتى الآن لكبح انتشار الفيروس، وأضاف: إنه لا يؤيد إجلاء الرعايا الأجانب الموجودين حالياً في الصين، كما حثّ الناس على التزام الهدوء.
من جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن بلاده تخوض معركة خطيرة ضد الفيروس “الشيطاني”، ولكنها واثقة من الانتصار عليه، وقال، خلال لقائه أدهانوم: “إن مسألة تفشي الفيروس ستخضع لتقييم هادئ وموضوعي وعقلاني من جانب منظمة الصحة والمجتمع الدولي”، متعهّداً بالشفافية في الجهود التي تبذلها الحكومة لاحتواء المرض.
وفيما أعلنت شركة النقل العام في العاصمة بكين أنها ستعلّق معظم خدمات الحافلات إلى إقليم هوبي المجاور، الذي ظهر الفيروس لاحتواء التفشي، تمّت الموافقة، وبشكل سريع، على مشروع تطوير مصل يستهدف الفيروس. ووفقاً لمستشفى شانغهاي إيست بجامعة تونغجي فإنه سيقوم مع شركة ستيرميرنا ثيرابيوتكس المحدودة بتطوير المصل بشكل مشترك.
وقال لي هانغ ون الرئيس التنفيذي للشركة: “لن نحتاج لأكثر من 40 يوماً لإنتاج عينات من المصل بناء على بعض الإجراءات الأولية.. وسوف يتم إرسال العينات لاختبارها وإرسالها للعيادات في أسرع وقت ممكن”.
ومن الممكن أن تستغرق دورة إنتاج المصل التقليدي من خمسة إلى ستة أشهر، فيما يتمتع المصل الجديد بدورة تطوير وإنتاج أقصر.
وفرضت السلطات الصينية حظراً مؤقتاً على تجارة الحيوانات البرية في جميع أنحاء البلاد، وذلك في محاولة منها للحد من تفشي “كورونا”.
وجاء هذا القرار بعد تصريحات الخبراء الذين أشاروا إلى أن الثعابين والخفافيش قد تكون مصدراً لانتشار الفيروس، وتفقّدت الشرطة الصينية محلات وأسواق تجارة الحيوانات البرية لمراجعة تنفيذ هذا القرار.
كما حثت الحكومة الصينية المواطنين على الامتناع عن السفر إلى الخارج، مع تمديد الأعياد الوطنية بهدف إبقاء الناس في منازلهم للحد من احتمال حدوث مزيد من الإصابات، “من أجل حماية صحة وسلامة الشعب الصيني والأجنبي”، وقالت الإدارة الوطنية للهجرة في بيان: “الحد من حركة الناس عبر الحدود يساعد على منع تفشي المرض والسيطرة عليه”.
من جهتها، قالت سلطات الصحة الصينية: إن فيروس كورونا الجديد ينتقل بشكل أساسي عن طريق الرذاذ، ولكن التلامس من الممكن أن ينشر الفيروس أيضاً.
وتم إعلان هذه المعلومات في خطة تجريبية تم تحديثها لتشخيص وعلاج الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد نشرتها لجنة الصحة الوطنية، وأشارت الخطة إلى أن المصدر الرئيسي للعدوى في الوقت الحالي هو الأشخاص المصابون بالفيروس، موضحة أن الأشخاص معرضون للإصابة بالفيروس بشكل عام بما في ذلك الأطفال والرضع، كما أنه إذا أصيب أشخاص كبار بالسن أو أشخاص لديهم مشاكل صحية كامنة مثل الداء السكري وارتفاع الضغط والأوعية الدموية، فستكون حالتهم خطيرة جداً.
وكانت سلطات الصحة الصينية أعلنت، في وقت سابق، تسجيل 4515 حالة إصابة مؤكدة بالالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد في 30 منطقة على مستوى المقاطعات، فيما توفي 106 أشخاص نتيجة لهذا المرض، كما يجري الإبلاغ عن حالات إصابة في عدد متزايد من الدول الأخرى.
وفي هذا السياق، أعلنت السلطات اليابانية أنه تم تأكيد وجود حالتين من الإصابة بفيروس كورونا الجديد في اليابان، إحداهما لسائق حافلة سياحية لم يقم بزيارة الصين، وقال وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو: “إن سائق الحافلة المصاب كان برفقة سائحين من مدينة ووهان خلال الشهر الجاري في محافظة نارا غرب اليابان”، وأضاف: إن الحالة الأخرى المؤكدة حديثاً هي لرجل في الأربعينيات من عمره من ووهان, ووصل إلى اليابان منذ الـ 20 من كانون الثاني الجاري.
وبذلك ارتفعت حالات الإصابة المسجلة في اليابان إلى ست حالات عقب تسجيل حالتي إصابة جديدتين.
كما قالت الحكومة اليابانية: إنها سترسل طائرة إلى مدينة ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا في الصين، لإجلاء رعاياها الراغبين في العودة إلى اليابان، وقال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي: إن الطائرة تتسع لحوالي 200 راكب، موضحاً أن حوالي 650 يابانياً يأملون في العودة إلى ديارهم، وأن الحكومة تجري ترتيبات لإرسال رحلات إضافية إلى ووهان.
إلى ذلك أعلنت سريلانكا عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس لمواطنة صينية قدمت من مدينة ووهان، وأوضحت وزارة الصحة السريلانكية “أن نتائج تحاليل أجرتها المواطنة الصينية البالغة من العمر أربعين عاماً عقب دخولها إلى المستشفى أكدت إصابتها بالفيروس، وتم نقلها إلى مستشفى الأمراض المعدية لمتابعة علاجها”.
وظهر فيروس كورونا بداية في مدينة ووهان الصينية، وانتقل إلى مدن أخرى من بينها بكين وشنغهاي، إضافة إلى دول أخرى في العالم.
كما أعلنت وزارة الصحة الألمانية عن أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، لتكون ثاني دولة أوروبية يصل إليها الفيروس بعد فرنسا، التي أعلنت ثلاث حالات مؤكّدة.
وقال متحدّث باسم وزارة الصحة في إقليم بافاريا: “إن رجلاً من منطقة ستارنبرغ أصيب بفيروس كورونا، ووضع تحت المراقبة الطبية وعزل صحياً، وهو في حالة صحية جيدة”، دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل.
وكانت ألمانيا دعت أمس الأول رعاياها إلى تجنب الرحلات “غير الضرورية” إلى الصين، مع تزايد المخاوف من الانتشار السريع لفيروس كورونا.