تحرّك مكثّف لإلزام نظام أردوغان بقرارات مؤتمر برلين
يواصل النظام التركي، بزعامة رجب طيب أردوغان، استكمال فصول مؤامرته ومخططه العدواني التخريبي تجاه ليبيا، من خلال نقل المزيد من الإرهابيين والمرتزقة من سورية إلى هذا البلد بوتائر عالية، في إطار أطماعه العثمانية الاستعمارية للهيمنة عليه ونهب ثرواته ومقدراته، متجاهلاً في الوقت ذاته القرارات والمواثيق الدولية التي تؤكد على احترام سيادة الدول.
وتتوالى الأنباء التي تؤكّد مضي نظام أردوغان في مخططه المشبوه، حيث كشف موقع نورديك مونيتور السويدي عن وثائق استخباراتية تثبت وجود علاقات وثيقة بين أردوغان وتنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا، وبيّنت تلك الوثائق أن عملية نقل الإرهابيين بين سورية وليبيا طوال الأعوام الماضية أمر اعتاد عليه أردوغان.
وتأكيداً على تلك الأنباء ذكر موقع “انفيستيغاتيف جورنال” البريطاني في تقرير له أن نظام أردوغان يجنّد مرتزقته الإرهابيين في سورية لإرسالهم إلى ليبيا مقابل ألفي دولار شهرياً، مبيناً أن عمليات تجنيد المرتزقة الإرهابيين تركّزت بشكل أساسي في مناطق إدلب وما حولها، حيث بلغ عدد الإرهابيين الذين تم نقلهم من تلك المناطق حتى الآن نحو 3 آلاف. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تم نقل عدد كبير من الإرهابيين من إدلب إلى ليبيا في خرق للقرارات الأممية، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن نظام أردوغان ينقل إرهابيي تنظيم جبهة النصرة من سورية إلى ليبيا بوتيرة عالية، وأنه نقل أكثر من ثمانية آلاف إرهابي. بموازاة نقل الإرهابيين ودعم الإرهاب في ليبيا بالسفن المحمّلة بالأسلحة والذخائر والطائرات المسيّرة، عمل أردوغان على توقيع اتفاق مع حكومة “الوفاق” الليبية في أنقرة أواخر تشرين الثاني الماضي يسمح لنظامه بالتغلغل في ليبيا لاستكمال تدخله السافر فيها، وعمد إلى تمرير قرار في البرلمان التركي ينص على إرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، في خرق للقرارات الدولية التي تشدد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.
أردوغان، المتورّط في تأجيج الأزمات في المنطقة، يستمر في تجاهل الجهود الدولية لحل الأزمة في ليبيا، ومن بينها نتائج المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة الألمانية برلين في الـ 19 من كانون الثاني الحالي، والذي أكد المشاركون فيه في البيان الختامي ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وأن حل الأزمة فيه يكون عبر عملية سياسية شاملة، فيما ستقدّم بريطانيا مسودة قرار إلى مجلس الأمن لمراقبة الهدنة وتنفيذ وقف إطلاق النار.
وكانت الدول المعنية بالصراع في ليبيا تعهّدت في ختام مؤتمر برلين التزام الحظر الدولي المفروض على إرسال أسلحة إلى ليبيا، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، لكن أردوغان، الذي كان حاضراً في المؤتمر، كان يدّعي دعمه للحل السلمي، فيما كانت حكومته في أنقرة تشرف على إرسال المزيد من المرتزقة إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق عبر رحلات سرية من مطار اسطنبول، وعمل على تقويض تشكيل لجنة عسكرية من طرفي الصراع، ما أدى إلى تفاقم الوضع في ليبيا، وأثار غضباً إقليمياً ودولياً.