“المشهد الفلسطيني والإقليمي وآفاق تطور القضية الفلسطينية”

دمشق- ريناس إبراهيم:
رغم حساسية المرحلة وخطورتها على القضية الفلسطينية، إلا أن الندوات والمحاضرات حولها لم تَعُد تختلف كثيراً، إذ تبدأ بسرد تاريخي للأحداث، بدءاً من وعد بلفور -أو ما قبله أحياناً- إلى غيره من المخططات والمشاريع الاستعمارية التي اغتصبت حقوق الفلسطينيين وأرضهم، ليباغت الوقت المُتحدث، وتتبقّى دقائق قليلة لمناقشة الواقع الراهن وسبل مواجهة العدو، فيبدو الحديث منقوصاً مجتزأً، وهذا ما حدث، أمس، في محاضرة بعنوان “المشهد الفلسطيني والإقليمي وآفاق تطور القضية الفلسطينية”، والتي ألقاها السيد ياسر المصري أمين سر لجنة المتابعة في تحالف القوى الفلسطينية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، ضمن فعاليات يوم القدس الثقافي التي تقيمها مؤسسة القدس الدولية- سورية.
في حديثه، أكد المصري أن المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة تسعى إلى تقسيم الأمة وتمزيقها وشطب هويتها القومية وعرقلة أي مشروع نهضوي عربي تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية، مبيّناً أن صمود سورية وثباتها على مواقفها الوطنية والقومية وتحقيقها الانتصارات على الإرهاب أعاق تنفيذ المخططات الصهيونية في المنطقة.
وتطرّق إلى الخطوات التطبيعية لبعض أنظمة الخليج التي وطّدت لكيان الاحتلال ودعمته، وحوّلت تلك الأنظمة إلى أدوات لتنفيذ المخططات الاستعمارية بهدف حرف بوصلة الصراع مع كيان الاحتلال، وشيطنة دور إيران في المنطقة، وأشاد بصمود محور المقاومة وانتصاراته في معركة الوجود التي يخوضها ضد العدو الإسرائيلي، والذي يتآلف مع صمود الشعب الفلسطيني ونضاله، وإرادة الشعوب العربية، وأوضح أن الواقع السياسي الراهن سيسهم في بروز قوى جديدة ومراكز ثقل تعيد رسم المنطقة وفق مصالح الجماهير التي يعبّر عنها محور المقاومة، مؤكداً ضرورة وضع رؤية استراتيجية وطنية تستنهض طاقات الأمة العربية لمواجهة المشاريع الصهيونية، وفي مقدمتها ما تسمى “صفقة القرن”.
بدوره، أكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني، والتمسك بحقوق وثوابت الشعب العربي في أراضيه المحتلة غير القابلة للتصرف، ومواجهة ما تقوم به أمريكا والصهيونية من فرض منطق القوة على منطق العدالة، لافتاً إلى أهمية استخدام الإعلام لتحريك الشارع العربي والعالمي لنصرة قضايانا العربية.
وفي مداخلاتهم، شدّد المشاركون على رفضهم القاطع لما تسمى “صفقة القرن” وكل تفاصيلها، وضرورة الاستمرار بكل النشاطات والفعاليات لتحذير الشعوب العربية من خطورة المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة.
وتضمنت الفعالية تكريم مؤسسة القدس الدولية سورية واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني للمشاركين في الفعاليات الثقافية والفكرية لعام 2019.
حضر الفعالية رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى ميرو وعدد من أعضاء اللجنة وقادة وممثلو الفصائل الفلسطينية وأعضاء البعثات الدبلوماسية بدمشق وفعاليات ثقافية.