تحقيقاتصحيفة البعث

لتعميم التجربة مركز الحياة لرعاية المسنين بالسلمية.. خطوة رائدة تحتاج إلى تطوير

 

منذ عام وثلاثة أشهر بدأ مركز الحياة لرعاية المسنين بالسلمية كمركز ترفيهي لكبار السن، وهو ليس مأوى للعجزة كما هو متعارف عليه بالشكل الاعتيادي، “البعث” قامت بزيارة المركز لإلقاء الضوء عليه، وعلى طبيعة عمل القائمين عليه والأعضاء فيه، حيث أكدت ميسون جمول من المشرفات على المركز أن الهدف منه كناد ترفيهي لكبار السن وليس مأوى عجزة بمعناه المحدد، ورغم الظروف والصعوبات التي واجهتهم في بداية العمل، إلا أن المركز حالياً لاقى رواجاً كبيراً في المجتمع المحلي، ودعماً معنوياً لما له من آثار إيجابية تنعكس على هذه الفئة العمرية، وأضافت بأن الأنشطة المتنوعة من سهرات وزيارات للأقارب والأصدقاء، والحفلات الأسبوعية، يتم الإعلان عنها عبر موقع المركز المتداول، وهذه الحفلات تتم داخل المركز بإحضار فرقة موسيقية لجعلهم يعيشون أياماً سعيدة بعدما فقدوا الكثير من حيوية الشباب، وعافية الجسد.
وأشارت ديانا الملا، (مشرفة)، إلى أن المركز يتسع لـ 30 عضواً ذكوراً وإناثاً، وهناك 4 منهم يقيمون بشكل دائم، والمركز مخدّم لعدد محدد من المسنين من غرف، وأثاث كامل، وأسرّة، وكراس متحركة، وفرشات هوائية، وأدوات إسعافية.
وأهم نقطة أكدت عليها ديانا الملا من ضمن المشاريع المستقبلية، العمل على تخصيص برامج لمرضى الزهايمر، وكل هذا يحتاج لدعم مادي كبير أيضاً، لافتة إلى أن هناك خططاً مستقبلية يتم العمل عليها بالبحث عن مركز أوسع لاستقبال عدد أكبر، بالإضافة لتعيين طبيب خاص لرعاية المسنين والعناية بهم، وإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة بشكل دوري، وكذلك تفعيل العمل اليدوي لدى كبار السن: (شك الخرز، دق الصوف، إلخ).

واجب أخلاقي واجتماعي
مأمون الجرعتلي، تقني نفسي ومدير الحالات الاجتماعية بالهلال الأحمر، أشار إلى أن رعاية المسنين واجب أخلاقي واجتماعي وثقافي، وهي من المشكلات التي تستحق الاهتمام والعناية من كافة قطاعات المجتمع، ولكبار السن في المجتمعات الشرقية مكانة مثلى، فهم بمثابة ذاكرة وتاريخ للأجيال القادمة، إلا أن التغييرات والتعقيدات التي طرأت على المجتمعات فرضت على بعض الأسر إهمال واجبها نحو كبار السن فيها، وتركهم في المنزل بمفردهم يعانون الوحدة والفراغ، ما أفقدهم التقدير والاحترام، فضلاً عن تنكر البعض للآباء، ومنهم من ليس له أبناء ولا أهل، لذا ظهرت الحاجة إلى دور الرعاية الخاصة بالمسنين، وأضاف بأن مشكلة كبر السن ليست مرتبطة فقط بتوفير السكن، والملبس، والمأكل، والرعاية الطبية باعتبارها حاجات مادية ضرورية، بل يجب أن تمتد إلى إشباع الحاجات النفسية، والعاطفية، والتقدير، وتكوين صداقات في المجتمع، ما يعزز الأمل في البقاء، ويوفر الرضى والاستقرار النفسي.
وعن الأسباب والعوامل التي تؤثر في الحالة النفسية عند كبار السن، بيّن الجرعتلي أن من بينها انخفاض الحيوية الجسمية، وضغوطات الحياة النمطية، ووجود بعض الأمراض المزمنة، وحالات الفقدان التي يعيشها المسن (وفيات أو هجرة)، كما أنهم أكثر عرضة للمعاناة من مشاعر الحزن، أو انخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي بسبب التقاعد، كل هذه الأسباب قد تؤدي إلى العزلة والضيق النفسي، لذا فإن توفر الخدمات النفسية في مراكز رعاية المسنين يساعد المسن على مقاومة الأمراض الجسدية بشكل أفضل، وأحياناً الشفاء منها.
ولفت إلى أن جلسات الدعم النفسي في مراكز رعاية المسنين تعتبر بمثابة بيئة داعمة وآمنة للمسن بوجود مقدمي رعاية مؤهلين ومدربين في هذا المجال، والغاية المثلى من المركز هي زيادة الرفاه النفسي، والمعافاة النفسية الجيدة للمسنين، ودمجهم بالحياة الاجتماعية من خلال الأنشطة الترفيهية والفنية: (حفلات فنية، مسابقات شطرنج)، والأنشطة الاجتماعية: (رحلات، حفلات تعارف)، والأنشطة الثقافية: (ندوات شعرية، مسابقات ثقافية، فترات مطالعة).
يارا ونوس