20 مكتب طوارئ كهرباء في دمشق.. وصيانات الشبكات”أهلية بمحلية”!
دمشق – ريم ربيع
أصبح مشهد الأهالي المتجمعين في معظم الأحياء لإصلاح الأعطال الكهربائية أمراً معتاداً في ظل الضغط الكبير على مكاتب الطوارئ، التي سئم المواطن انتظارها عند كل عطل، فالمحاولات الكثيرة اليائسة لطلب عامل طوارئ غالباً ما تنتهي بمفكّ براغٍ وعدة إصلاح بسيطة وجمهرة بعض الأشخاص لنقل الخط من مكان إلى آخر أو إصلاح خلل أو حتى اللجوء إلى الاستجرار غير المشروع، حيث يبيّن الأهالي أن بعض البيوت يتعرّض لخلل، ما يتسبّب بقطع التيار، ليبقى الحال كما هو عدة أيام قبل تجاوب الطوارئ معهم، ما يجعلهم يعتمدون على عمال صيانة مقابل مردود مادي كبير، وهنا ظهرت فئة من المستغلين الذين يتقاضون أجوراً مرتفعة عند إجراء أي إصلاح.
مدير شركة كهرباء دمشق م.هيثم الميلع أصرّ على أنه لا يوجد تأخر في تجاوب مكاتب الطوارئ مع أية شكوى، ويبذل العمال كل الجهود لتأمين الطاقة الكهربائية بانتظام، حيث تضم دمشق 20 مكتب طوارئ ويعمل الكوادر بنظام مناوبات بعضها يتجاوز 16 ساعة متواصلة، فضلاً عن تحويل أغلب العمال شتاءً لمؤازرة مكاتب الطوارئ بسبب كثرة الأعطال، مبيّناً أن عدد المشتركين في دمشق يتجاوز 600 ألف مشترك، وتستقبل المكاتب يومياً حوالي 200 شكوى أغلبها من مناطق المخالفات لتعمل على حلها وإجراء الصيانات بشكل مباشر.
وردّ الميلع كثرة الأعطال إلى الأحمال الكبيرة في فصل الشتاء المتسبّبة بحرق الكبلات في كثير من الأحيان، كما أن بعض الأعطال تكون في كبلات تحت الأرض ما يتطلب فترة من الزمن لتحديد مكانها وحفر الأرض وإجراء الصيانة، مشدّداً على أن عدد المراكز والكوادر الموجودة جيد، ويمكن التجاوب مع الشكاوى بدل أن يقوم المواطنون بإجراء إصلاحات بأنفسهم ما قد يتسبّب بمشكلات عديدة.
وفي حين يؤكد مواطنون أن أرقام الطوارئ دائماً مشغولة ما يترك انطباعاً أن “السماعات تبقى مرفوعة”، يردّ الميلع أن الانشغال الدائم يعود إلى ضغط الاتصالات وليس رفع السماعة، كما يمنع العامل من الردّ على هاتفه الخاص أثناء عمليات الإصلاح، ورغم ذلك يصرّ بعضهم على الاتصال بالعامل بدل مكتب الطوارئ، مضيفاً: بعضهم يفضّل الاتصال بمدير الشركة أو يقدّم شكوى للإعلام على أن يتصل بمكتب الطوارئ! حيث وردت حالات عديدة تعرّض فيها العمال لتعديات من الأهالي.
وأكد الميلع أنه يُمنع على العامل تقاضي أي مقابل مادي من الأهالي مقابل الإصلاح، إلا أنه هناك حالات يستغل فيها بعض الأشخاص المواطنين ويدّعون أنهم من شركات الكهرباء لإجراء صيانات مقابل أجور كبيرة، مطالباً أن يتقدّم الأهالي بشكاوى ضد أي شخص يطالبهم بمبلغ مالي لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وفي سياق آخر لفت الميلع إلى الأضرار الناتجة عن الاستجرار غير المشروع، ولاسيما في العشوائيات حيث تم تنظيم حوالي 500 ضبط خلال شهر واحد، وتستمر الضابطة بجولاتها بشكل دائم لمكافحة الظاهرة.