رياضةصحيفة البعث

الجمباز يندثر في طرطوس وصالة اللاذقية تبكي أجهزتها

 

 

لطالما خرّج الجمباز السوري لاعبين ولاعبات مميزين على الصعيدين العربي والآسيوي، ولكن للأسف تغيّر الحال وانقلبت الظروف، فبعد أن كنا أصحاب الريادة أصبحنا نستجدي المراكز في المحافل العربية، والسبب منطقي وطبيعي بعد كل الترهل الذي طال اتحاد اللعبة في الأعوام التسعة الماضية نتيجة إدارة غائبة عن مصالح اللعبة، ما سبب نفور عدد كبير من الحكام والمدربين، الأمر الذي أثر مباشرة على اللاعبين المميزين، فهذا أعيته الإصابات، وذاك جاهزيته معدومة، مع غياب تام عن الإنجازات إلا للاعبين قلة مغتربين ويتدربون على حسابهم الخاص.
ومع قدوم الاتحاد الجديد تبدو الآمال كبيرة في عودة الجمباز إلى رونقه بهمة أبطال الزمن الجميل للعبة، أو هذا ما نأمله، ونتمنى أن تكون أولى الخطوات حسم قضية صالتي طرطوس واللاذقية، حيث بلغ الاستهتار والإهمال أوجه رغم اختلاف الحالتين إلى حد ما.
وإذا بدأنا بصالة طرطوس، المشكلة الأكبر، لا يمكن أن يزورها شخص محب للرياضة دون أن يروعه المشهد الذي آلت إليه، تجهيزات يفوق سعرها حالياً 200 مليون ليرة سورية تتعرّض لمياه الأمطار المتسربة من السقف، إضافة إلى عدم احترام حرمة الصالة من قبل اللاعبين والمدربين، فالطعام يؤكل فيها، والتدريب دون خلع الأحذية، وهناك تصرفات أخرى نخجل من ذكرها، وبذكر المدربين، فرّغت مديرية التربية في طرطوس عدداً من المعلمات للتدريب في الصالة، على اعتبارها من مخصصات التربية وليست ملكاً للاتحاد، يكفي التدريب في صالات القطر أجمع وليس في فرع واحد، هذا إن تناسينا أن أغلبهن لسن مؤهلات أصلاً لتدريب الجمباز، أو لم يمارسنها إلا في المعاهد الرياضية، حتى إن هناك حالات لمعلمات يحملن شهادات تعليمية لا رياضية.
حقيقة هناك حلان مقترحان من قبل أعضاء الاتحاد الجديد، أولهما نقل التجهيزات إلى هنغار من أملاك الاتحاد الرياضي كانت تشغله مؤسسة الإسكان، وهو يتسع للتجهيزات ويزيد وكأنه خصص للجمباز، للأسف قررت تنفيذية طرطوس أنه مناسب لرياضة المبارزة، والحل الثاني هو سحب التجهيزات وتوزيعها على باقي المحافظات بما يتناسب ونشاطها في اللعبة، ونتمنى ألا يكون هذا هو الحل الأخير.
أما في صالة اللاذقية فلا خوف على الأجهزة من التلف إطلاقاً، فهي مصانة وتستخدم للتدريب، ولكن ليس في صالة الجمباز، وإنما في الأندية الخاصة، حيث وصلنا أن تنفيذية اللاذقية قامت بتوزيعها على بعض الأندية الخاصة، ولا مبرر لهذا التصرف غير المسؤول، ومهما كانت الضغوطات الممارسة، كان الأفضل بالإدارة الرياضية التي تعجز عن فرض إرادتها التنحي وإعطاء الفرصة للغير.
ما هذا إلا دعوة لاستدراك الأخطاء، ومحاولة النهوض برياضة كانت لها سطوة إقليمية، وليس الغرض التجريح أو التشكيك بأحد لشخصه، وإنما لموقعه، ولتحميله مسؤوليته، وكالعادة يد واحدة لا تصفق، وإن لم يجد اتحاد اللعبة أذناً صاغية من المكتب التنفيذي، فإن جهوده كلها بلا جدوى.
سامر الخيّر