إحكام السيطرة على 600 كم2 وعشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة بريفي إدلب وحلب قواتنا الباسلة تحقّق تقدّماً جديداً.. وتوسّع نطاق سيطرتها على جانبي طريق حلب- دمشق الدولي
أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة استعادة وحدات الجيش العربي السوري العاملة في محافظتي إدلب وحلب، خلال الأيام القليلة الماضية، السيطرة على مساحة جغرافية تزيد عن 600 كيلومتر مربع وإحكام السيطرة على عشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة، فيما تابعت وحدات الجيش تقدّمها خلال عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية على محور ريف حلب الجنوبي، وحرّرت قرى البوابية والكسيبية والزربة وتل حدية والبرقوم ومركز البحوث الزراعية “إيكاردا”، موسّعة نطاق سيطرتها على جانبي الطريق الدولي، تمهيداً لإعادة هذا الشريان الحيوي، الذي يربط شمال البلاد بمدينة دمشق، مروراً بالمنطقة الوسطى، وصولاً إلى الحدود مع الأردن.
وذكرت القيادة في بيان: “بكفاءة عالية ويقين مطلق بالنصر تتابع وحدات من قواتنا المسلحة العاملة في محافظتي إدلب وحلب تقدّمها الميداني للقضاء على التنظيمات الإرهابية المسلحة، التي زادت من أعمالها العدوانية واستهدافها المناطق السكنية والمدنيين الآمنين بقذائف الموت والدمار، وصعّدت من إجراءاتها التعسفية بحق السكان المدنيين، وتواصل منعهم من الخروج من مناطق سيطرتها وتستخدمهم كدروع بشرية”.
وأضافت القيادة: “لقد تمكّنت قواتنا المسلحة الباسلة في الأيام القليلة الماضية من تحقيق إنجازات ميدانية نوعية، والتقت القوات المتقدّمة من اتجاه إدلب الشرقي بالقوات المتقدّمة من اتجاه حلب الجنوبي، مستعيدة السيطرة على مساحات جغرافية تزيد عن 600 كيلومتر مربع، وإحكام السيطرة على عشرات البلدات والقرى والتلال الحاكمة، ومنها: خان السبل، كفربطيخ، جوباس، النيرب، تل مرديخ، كفرعميم، افس، سراقب، تل التباريز، محاريم، جامعة ايبلا، رسم العيس، الشيخ أحمد، زمار، حوير العيس، تل باجر، رسم الصهريج، تل طوقان، جزرايا، خان طومان، خلصة، القراصي، زيتان، الشيخ ادريس، الريان، لوف، العيس”.
وإذ جدّدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة التأكيد على “استمرار الجيش في تنفيذ واجباته الوطنية والدفاع عن سيادة الوطن وكرامة المواطنين وتخليصهم من رجس التنظيمات الإرهابية المسلحة ومنعها من مصادرة إرادتهم والتحكّم بحياتهم، فإنها تشدّد في الوقت نفسه على أن محاولات الدول الداعمة للإرهاب لن تفلح في الحد من الانهيار المتزايد في صفوف تلك التنظيمات الإرهابية، وسيستمر جيشنا الباسل بتنفيذ واجباته المقدسة في تطهير كامل الجغرافيا السورية من دنس الإرهاب وداعميه”.
بالتوازي، واصلت وحدات الجيش عملياتها ضد المجموعات الإرهابية المنتشرة في عدد من القرى بريف حلب الجنوبي، محققة تقدّماً جديداً بتحرير قريتي البرقوم والزربة وتل حدية ومركز البحوث الزراعية على الجانب الشرقي للطريق الدولية حلب –دمشق، ولفت مراسل سانا إلى أن وحدات الجيش تابعت تقدّمها في الجانب الغربي من الطريق الدولي، وحرّرت قريتي الكسيبية والبوابية، موسّعة نطاق سيطرتها على جانبي الطريق الدولي على اتجاه مدينة حلب تمهيداً لإعادة هذا الشريان الحيوي الذي يربط شمال البلاد بمدينة دمشق مروراً بالمنطقة الوسطى، ووصولاً إلى الحدود مع الأردن.
وبيّن المراسل أن وحدات الجيش تابعت عملياتها مستهدفة بسلاحي المدفعية والصواريخ فلول الإرهابيين غرب الطريق الدولي حلب-دمشق، وقضت على مجموعات إرهابية في قرية معرة النعسان على تخوم الحدود الإدارية لمحافظة حلب.
يأتي ذلك فيما ضبطت وحدات الجيش مقراً محصناً تحت الأرض لإرهابيي “جبهة النصرة” في مدينة سراقب يضم عدة غرف تربط بينها شبكة أنفاق معقدة.
واستكملت وحدات الجيش انتشارها في تل العيس الاستراتيجي بريف حلب الجنوبي بعد دحر الإرهابيين منه وتمشيطه والبلدة المجاورة له من مخلفات الإرهابيين.
وكانت وحدات الجيش المتقدّمة من ريف حلب الجنوبي التقت السبت بالقوات المتقدمة من ريف إدلب الجنوبي الشرقي في محيط تل العيس بعد دحر الإرهابيين الذين اتخذوا التل مقراً لهم ولممارسة جرائمهم بحق الأهالي.
مراسل سانا واكب انتشار الجيش في التل الاستراتيجي، حيث بين أحد المقاتلين أنه يؤمن الرصد والسيطرة النارية على كامل المنطقة المحيطة حتى الطريق الدولي حلب حماة بين الزربة وإيكاردا وتل حدية، وأن القوات ستواصل ملاحقة الإرهابيين حتى تحرير آخر شبر من الإرهاب.
ورصدت كاميرا سانا حجم التحصينات والأنفاق التي انشأها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في التل الاستراتيجي، وكذلك المساعدات التركية التي تمّ تقديمها للتنظيم من قبل النظام التركي.
وفي برلين، كشفت صحيفة دي تسايت الألمانية عن قيام السلطات الألمانية بتتبع شبكة تدير حملة لصالح تمويل تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، وقالت: “إن تحقيقاً أظهر وجود شبكة مؤلفة من 60 متطرفاً ألمانياً متواجدين حالياً في محافظة إدلب شمال سورية ويديرون حملة لتمويل ودعم تنظيم القاعدة الإرهابي”، مشيرة إلى أن هؤلاء المتطرفين يستخدمون تطبيق تيليغرام للترويج لما يسمى “الجهاد في سورية”.
وبحسب التحقيق فإن “أعضاء الشبكة يقومون بإرسال مقاطع فيديو ورسائل صوتية إلى ألمانيا تطلب جمع الأموال ليتم إرسالها إلى شخص في اسطنبول أو لندن عبر عملات رقمية مشفرة”.
بدوره قال المكتب الفيدرالي لحماية الدستور في ألمانيا تعقيباً على هذا التحقيق: “إنه على علم بالجهات الفاعلة على الانترنت المقربة من تنظيم القاعدة الإرهابي والتي تقدم دعماً مالياً وتحاول تجنيد أشخاص للقتال إلى جانبه في سورية”.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي ضرورة حل الأزمة في سورية سياسياً بما يحفظ أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها.
ولفت الصفدي خلال مباحثات في عمان مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف إلى ضرورة استعادة سورية لدورها الريادي في المنطقة.
كما تناولت المباحثات التطورات في المنطقة، وخصوصاً الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، واتفق الجانبان على أهمية استمرار التعاون في محاربة الإرهاب.