تفاصيل صغيرة
خفقة القلب الخفية عندما تذهب لتحادثه فتجده “يكتب”، صديقك عندما يتخطى الجميع ليجلس بجانبك، دعاء والدتك لك بحنية كبيرة، فرحة الشخص الذي قمت بمساعدته، رسائل الحب التي تأتي فجأة وأنت غير منتبه لما حولك، شخص يبادلك نفس شعور الحب، الأخت التي أعادت تسخين وجبتك المفضلة بعد يوم طويل ومتعب، حين تعلم أن الشخص الذي تشوقت إليه جداً يفتقدك بنفس الشعور أيضاً، الرائحة التي تذكرك بشخص وذكريات قديمة فتتصل به أو تسعى للقائه، عندما يلجأ لك شخص لثقته بك دون البقية، تلك اللحظة الجميلة التي عشتها لوحدك ولم تستطع قولها لأي أحد، عندما تبحث عيناك عنه فتجده ينظر إليك.
هذه التفاصيل التي قد لا يعطيها أحد وزناً قادرة على إضفاء الأناقة والجمال على معنى الحياة. من الجميل أن تكون كل أيامنا مفعمة بالحب ولكننا لن نطلب المستحيل، فليكن يوماً تتوافق عليه الشعوب، تتبادل الورود والتهاني والكلمات والعبارات الجميلة، هي لحظات سعادة تعوض في النفس ما تظن أنها فقدته منذ زمن طويل، نحتاج يوماً للحب لنحتفل به كي نستذكر أشخاصاً وأفعالاً صغيرة رسمت ذات يوم بسمة على محيانا، أو زرعت كلماتهم من دون قصد أملاً بالحياة رغم كل ما يحيط بنا من سواد، وحدها تلك التفاصيل التي لا ينتبه لها أحد تصنع الفرق.
عُلا أحمد