بـــــ “طاقة حب”
العائلة الحقيقة ليس من الشرط أن يكون بينها رابط دم، من الممكن أن تكون عبارة عن أصدقاء أو زملاء تجمعهم غرفة صغيرة يتبادلون فيها الآراء والنقاش بمرافقة فنجان قهوة يومياً، هم أشخاص يخافون ويقلقون على الآخر ويدارونه كواحد من أفراد عائلته، والآخر يشعر بالدفء معهم وكأنه يمتلك الدنيا بأكملها دون أن ينقصه شيء أبداً، والبساطة الموجودة في عيونهم تجعله يشعر أن الدنيا بخير وستبقى طالما هم باقون، ولا شيء يعوض الإنسان عن الحب فهو كل شيء، ولو ملك كل الدنيا دون حب سيكون شعور النقص ملازماً في الكثير من اللحظات والأوقات، عندما يحب ستضحك الدنيا كلها، وسيشاهد نفسه في عيون الناس الذين يحبهم ويحبونه، وكم هو جميل هذا المنظر فهو مليء بالصدق والحنان، خالٍ من الكذب واللف والدوران، ويختصر بكلمة واحدة هي العائلة التي تبعث الحب كل يوم دون اختصاره في يوم واحد، العائلة التي تستوعب أخطاءنا لتضعنا في الطريق الصحيح لنكمل مشوار حياتنا وعملنا ونصل إلى القمة فيه، هي العائلة الثانية التي نخرج يومياً من بيوتنا لنستكشف المعنى الآخر للحياة خارج المنزل، وبعيداً عن هذا وذاك، يبقى الحب هو نقيض الكره وهذا وحده كاف لأن يكرم هذا اليوم بعيد ويكون دعوة سنوية للإنسان ليحب ويرفض البغض والكراهية، عل هذا العيد أن يكون الوجه الطارد لثقافة الحقد والمشاعر غير المرغوبة.
في معظم بلدان أمريكا الجنوبية، يسمى هذا العيد “يوم الحب والصداقة”، وفي الحقيقة لا يمكن فصلهما عن بعض، فالصداقة الحقيقية تحتاج من الجميع الحب والعطاء، فهل لنا نعيش الحب بنبله وسموه ونعيش الحياة كما يليق أن تعاش.
جُمان بركات