رياضةصحيفة البعث

معوقـــات تواجـــه الرياضــــة المدرســــية.. المعنيــــون غائبــــون ومديــــرو مدارس يتذمــــرون وقــــرار بــــلا تطبيــــق

 

لا يختلف اثنان على أهمية الرياضة المدرسية في رفد الأندية والمنتخبات بمختلف الألعاب، حيث تفرز المدارس لاعبين صغاراً مميزين يشاركون في البطولات، ويحققون نتائج جيدة، كما حصل في زمن التسعينيات، وتحديداً عام 1998، عندما توّج منتخبنا المدرسي بذهبية البطولة العربية المدرسية لكرة القدم، إلا أنه بعد ذلك التاريخ خفت بريق الرياضة المدرسية رغم استمرار البطولات في كل عام.
عادت البطولات المدرسية على وقع انتصارات جيشنا الباسل، وعودة الأمن والأمان، وذلك على مستوى المديريات في المحافظات، حيث تبدأ البطولات المدرسية في بداية العام الدراسي في الشهر الأول والثاني، وتستمر حتى الشهرين الثالث والرابع، وذلك وفق تعميم من وزارة التربية، وبناء عليه يوضع برنامج البطولات في كل محافظة من قبل دائرة التربية الرياضية في كل مديرية، ويوزع على مشرفي المناطق، وبناء على كتاب بطولات المحافظة يقوم مشرفو المناطق بوضع برنامج البطولات على مستوى مناطقهم، وتوزيعه على المدارس في مناطقهم، فيكون بذلك تقسيم البطولات من بطولة الصفوف والشعب داخل المدرسة، إلى بطولة المنطقة، وبطولة المحافظة، وبطولة الجمهورية، وصولاً إلى بطولة المدارس العربية، ومع هذا التنسيق والتنظيم والبرنامج الورقي، يبقى أن نسأل: كيف هو الواقع؟ وهل هناك متابعة من المعنيين، أم أن الموضوع ليس إلا ورقيات وإجراء إدارياً فقط؟.
لم نجد صعوبة كبيرة من أجل الإجابة عن هذين السؤالين، وخاصة أننا شاهدنا إحدى مباريات مدارس الغوطة الغربية بين مدارس أشرفية صحنايا مع مدارس المعضمية، حيث لفتت انتباهنا مواهب صغار تستحق الوقوف عندها ورعايتها حتى الوصول بها إلى الأندية والمنتخبات، ولكن للأسف الاهتمام غائب من المعنيين، سواء أندية أو مديريات تربية، حتى إن مدير مكتب الرياضة أو رئيس الدائرة في المديرية غائبان عن هذه المواهب، وحضور مباريات هؤلاء الصغار الذين يلعبون في أجواء البرد والأمطار كونهم يعشقون اللعبة، في الوقت الذي تحضر الحجج والمسوغات عند المعنيين وهي كثيرة، ربما معهم حق كما همس أحد الحاضرين عندما قال: “لو هناك تصوير وكاميرات لغص الملعب بحضور المعنيين، وهم كثر من كل الجهات، ولكن عندما يغيب الإعلام يغيب المسؤول”.
لقد استثمرنا فرصة الحضور، والتقينا مشرف منطقة الغوطة الغربية في تربية ريف دمشق علاء دليقان الذي حدثنا عن البطولة، والفرق المشاركة، وكيفية تحديد البرنامج، واختيار الملاعب والمدارس التي ستقام على أرضها كل لعبة، واختيار الحكام من مدرّسي ومدرّسات التربية الرياضية في منطقته، وتوزيعهم على الألعاب حسب خبرة كل منهم، موضحاً أن البطولات تجري في المنطقة، وتفرز المدارس الفائزة بكل لعبة، ويتم انتقاء الطلاب المميزين بالتعاون من كل لعبة بغض النظر عن المدرسة، وتشكيل منتخب يشارك في بطولة المحافظة تحت اسم الغوطة الغربية، وتدريبهم في أيام العطل لكي ينسجموا مع بعض كفريق واحد، وتكليف بعض زملائي من مدرّسين أو مدرّسات بشكل طوعي بتدريب الفرق حسب تمكنهم من اللعبة، ويتم العمل في منطقتنا بشكل منسجم، وبتعاون كبير بين بعضنا، لأن هدفنا الأول والأخير هو إدخال الفرحة لقلوب طلابنا، واكتشاف المواهب.
لم يخف دليقان الصعوبات التي تواجهها البطولات المدرسية، حيث يصطدم المشرفون بغياب التعاون من قبل مديري المدارس، سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى المحافظة، وذلك بعدم السماح للطلاب بالمشاركة بالبطولة، وتهديد الطلاب بعدم إعادة الدروس، و(تسجيلهم غائبين)، علماً أن هناك قراراً من وزارة التربية بتبرير غياب الطلاب، وتؤجل امتحاناتهم الشفهية والكتابية في حال وجدت أثناء البطولات المدرسية، إضافة إلى تذمر بعض المديرين من غياب مدرّسي التربية الرياضية أثناء البطولات، سواء كانوا مشاركين كحكام في البطولة، أو مرافقين لطلابهم، ومحاولة الضغط عليهم من قبل اللجوء إلى الموجهين التربويين، أو الموجهين الاختصاصيين من غير التربية الرياضية، وللأسف هناك بعض الموجهين بغير التربية الرياضية يستمعون إلى هؤلاء المديرين، ويحاولون التقليل من أهمية مادة التربية الرياضية، أو الضغط عليهم وتهديد المدرّسين من خارج الملاك بفصلهم.
ولم يغفل دليقان افتقار المدارس للتجهيزات الرياضية مثل الملاعب المخططة والتجهيزات، وهنا نحن نعتمد على دعم بعض الأندية، مشيراً إلى عدم المشاركة في ألعاب كالجمباز لعدم توفر صالة في منطقتنا، سواء كانت تابعة لوزارة التربية، أو للاتحاد الرياضي، وكذلك السباحة للسبب نفسه، ويبقى العامل المادي أحد المعوقات الكبيرة التي تقف في وجه الرياضة المدرسية كأجور النقل، لأن هناك مدارس بعيدة، علماً أن هناك أجوراً تدفع من مدرّسي ومديري مدارس.
ويضيف دليقان بأن المنطقة تفتقر لموجهي التربية الرياضية، وخاصة الموجه الاختصاصي لمادة التربية الرياضية، حيث يوجد موجه تربوي رياضي واحد فقط، ما يزيد العبء على المشرفين، علماً أن مشرف المنطقة ليس مفرغاً، سواء بتفريغ تام أو أثناء البطولات بشكل مؤقت، وطالب دليقان بصرف تعويض أو مكافأة مادية أو حتى مكافأة معنوية لمشرف المنطقة أثناء البطولات المدرسية على مستوى المنطقة، وعلى مستوى المحافظة، وحتى للحكام المشاركين في البطولة، أو صرف أية مكافأة حتى للمراكز الأولى على مستوى المحافظة باستثناء أنه يتم صرف أجور نقل الطلاب إلى بطولة المحافظة، وتوزع الكؤوس والميداليات على طلابنا في حال حصولنا على المركز الأول أو الثاني على مستوى المحافظة. وآخر القول، ومع كل هذه المعوقات والصعوبات، يبقى هناك يعمل من أجل رسم الفرحة على وجوه التلاميذ، وتشجيعهم على المنافسة، وتحقيق إنجازات رغم كل الظروف.

علي حسون