صحيفة البعثمحليات

التعليم الجامعي الحكومي “الخاص”..

 

 

لا نعلم بدقة الدواعي التي أدت لطي ملف التعليم الجامعي “الخاص” المأجور الذي تم بحثه رسمياً منذ عامين أو أكثر من قبل الجامعات الحكومية التي قدمت تصوراتها ورؤيتها ومقترحاتها لوزارة التعليم العالي ومكتب التعليم العالي “القطري” حينها والمجلس الأعلى للتعليم العالي ورئاسة مجلس الوزراء، حيث تصدر الملف عناوين النشرات والصفحات الإخبارية والمواقع الإلكترونية المختلفة على أمل أن يكون لدينا تعليم جامعي حكومي “خاص” بشروط يتم الإعلان عنها كل عام دراسي ليسحب الأمر وبشكل مفاجىء من التداول دون أي مبررات لينتهي بعدها كل شيء وكأن شيئاً لم يكن..!؟.
ولما كان تعليمنا الجامعي الحكومي القائم أشبه بالمجاني فهو يحتاج لمعدلات قبول عالية للانضمام لصفوفه، ولاسيما الكليات الجاذبة كالاختصاصات الطبية والهندسية بفروعها إلخ.. وبالتالي فإن الأمر لن يكون متاحاً أمام أعداد كبيرة من الطلبة الذين وجدوا الملاذ في الجامعات الخاصة والتعليم المفتوح والموازي والافتراضي، وهذا طبيعي ومنطقي..
والسؤال: من المستفيد ولمصلحة من يغلق هذا الملف؟ ولماذا لا نعيد فتح صفحة التعليم الجامعي الحكومي “المسائي” الخاص ونسمح للجامعات الحكومية التصدي له أسوة بما هو معمول به في كثير من الدول والجامعات العربية وغير العربية القريبة والبعيدة “مصر– لبنان– قبرص.. وغيرها” على سبيل المثال، ولاسيما أن جامعاتنا تمتلك ما تمتلك من الميزات والمعطيات والمقومات من بنى تحتية وكادر تدريسي ومبان ومخابر ومشاف تعليمية مجهزة بأحدث التجهيزات والمعدات والتقنيات التي تؤهلها للنجاح وتحقيق إيرادات مالية مهمة هي بأمس الحاجة لها لدعم البحث العلمي والكادر التدريسي والإداري وتوفير خيارات إضافية- إلى جانب الخاص والموازي والمفتوح والافتراضي- أمام طلبتنا الذين باتوا يتطلعون أكثر إلى السفر خارج القطر، وبنفس الوقت حث الجامعات الخاصة لتحسين منتجها التعليمي على كل الصعد بما فيها رسوم الانتساب وأقساط التسجيل.
إن ولوج مؤسسات التعليم العالي الحكومي مضمار “التعليم الجامعي الخاص” سيضيف لمسيرته الحافلة بالإنجازات العلمية الكبيرة وسيمكن الآلاف من الطلبة الحصول على شهاداته المرموقة ويحد من التفكير بالدراسة خارج القطر وتكبد أعباء مالية لا يستهان بها مقارنة بالدراسة داخل القطر بكل أشكالها وسيعيد التوازن للتعليم الجامعي الذي شهد بعض الارتجاجات والهزات العابرة بفعل الحرب…
وطالما أننا على مشارف نهاية عام دراسي نجدها مناسبة لإعادة النظر بما تم سحبه وإطلاقه بقوة مع بداية العام الدراسي الجديد القادم ما رأيكم..؟.
وائل علي