القوات السورية تحرر حلب
ترجمة: البعث
عن موقع ميدل ايست أي 16/2/2020
حقّقت قوات الحكومة السورية مكاسب جديدة يوم الأحد الماضي في هجومها على آخر معقل للمتمردين في الشمال الغربي، حيث استولت على قرى وبلدات حول المدينة الثانية حلب.
وبدعم من الضربات الجوية الروسية، واصلت القوات الحكومية الهجوم على منطقة إدلب ومناطق محافظتي حلب واللاذقية المجاورتين منذ كانون الأول 2019، وذلك قبل يوم من جولة جديدة من المحادثات بين تركيا وروسيا حول التصعيد في المنطقة.
يوم الأحد الماضي، كانت القوات الحكومية “تسيطر على جميع القرى والبلدات الصغيرة المحيطة بحلب لأول مرة منذ عام 2012″، وهذه الخطوة مكّنت الجيش العربي السوري من طرد الإرهابيين من محيط حلب و”تأمين المدينة”.
التطورات الأخيرة التي حقّقتها الحكومة السورية في الشمال الغربي أزعجت أنقرة التي تدعم الإرهابيين، واستغلت الهجمات السورية في منطقة إدلب التي أدّت إلى مقتل 13 جندياً تركياً لحث روسيا على وقف الهجمات، والتحذير من أنها ستستخدم القوة العسكرية لردّ القوات السورية ما لم تنسحب بحلول نهاية الشهر.
لكن المفاجئ لأردوغان أن نحو 30 قرية وبلدة صغيرة حرّرتها القوات الحكومية السورية التي تقدّمت بسرعة في شمال وغرب محافظة حلب بعد انسحاب الإرهابيين، واستطاع الجيش العربي السوري تحرير مناطق لم يتمكن من دخولها منذ ثماني سنوات. وقد أكد التلفزيون الرسمي السوري ذلك، وقال إن وحدات الجيش “حررت جميع القرى والبلدات الصغيرة غرب مدينة حلب”، كما بثّ لقطات عن احتفالات سكان حلب بتقدم الجيش.
لقد حقّقت القوات الحكومية منذ أسابيع مكاسب في شمال غرب سورية بعد أن حرّرت المناطق التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، ويبدو أن الهدف هو إنشاء “حزام أمني” حول حلب، والذي استعادته القوات الحكومية بالكامل من المتمردين في عام 2016 ولكن لا يزال مستهدفاً بنيران الصواريخ.
في الأسبوع الماضي، سيطرت القوات الحكومية على الطريق السريع الاستراتيجي M5 الذي يربط العاصمة دمشق بالمركز الاقتصادي السابق في حلب، وهو أمر حيوي اقتصادياً للحكومة، وفي يوم الجمعة الماضي، استولت على قاعدة رئيسية خسرها الإرهابيون في عام 2012 غرب مدينة حلب. وبدعم من روسيا والحلفاء والقوات الرديفة، بات الجيش العربي السوري يسيطر الآن على أكثر من 70 في المئة من سورية، ولن تقف الحكومة عند هذا الحدّ، خاصة وأن الرئيس السوري بشار الأسد تعهد مراراً وتكراراً باستعادة البلاد بأكملها، وعاد وكرّر هذا الوعد يوم الأحد الماضي خلال زيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني لدمشق، حيث أجرى محادثات مع الأسد الذي أكد، حسب الرئاسة، “تصميم” الشعب على “تحرير سورية بأكملها”.
في المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأحد الماضي إنه أبلغ نظيره الروسي بأن الهجمات في إدلب يجب أن تتوقف على الفور، وأنه يجب تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وقال جاويش أوغلو للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في مؤتمر الأمن في ميونيخ: “أخبرنا روسيا.. أن تقدم الجيش العربي السوري في إدلب يجب أن يتوقف، وأن وقف إطلاق النار الدائم يجب أن يتحقق الآن”… ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث وتحررت حلب!