9 آلاف وحدة استيطانية في القدس.. وتشديد الحصار على غزة
تصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي مخططاتها التهويدية والعدوانية لتهجير الفلسطينيين في القدس المحتلة والضفة الغربية، كما تشدّد حصارها الجائر على قطاع غزة، في تطبيق فعلي لبنود ما تسمى “صفقة القرن”، حيث أعلنت سلطات الاحتلال مخططاً استيطانياً جديداً لإقامة تسعة آلاف وحدة استيطانية على 1200 دونم من أراضي الفلسطينيين في بلدة قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، فيما أكدت تقارير حقوقية فلسطينية أن حصار الاحتلال، المتواصل للعام الثالث عشر على قطاع غزة، ألحق أضراراً كبيرة بجميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية، حيث تراجعت الخدمات، ووصلت معدلات البطالة والفقر إلى نسب غير مسبوقة تجاوزت الـ85 بالمئة نتيجة توقف عدد من القطاعات عن العمل لعدم توفر المواد الخام.
وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، قال: “إن واقع حياة أهالي قطاع غزة مؤلم للغاية، والأكثر إيلاماً صمت المجتمع الدولي على الفقر والجوع وفقدان الأمن الغذائي وتدمير سلطات الاحتلال الممنهج للاقتصاد الفلسطيني الذي وصلت خسائره إلى مليارات الدولارات وخاصة في قطاعات الصناعة والزراعة”، ولفت إلى أن تشديد الاحتلال حصاره على القطاع جريمة بحق الإنسانية، حيث يحول دون وصول المواد الخام، ما يؤدي إلى توقف عجلة الاقتصاد وخسارة آلاف الفلسطينيين لأعمالهم ومصادر رزقهم.
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أشار إلى أن تشديد الحصار على القطاع يندرج في إطار مخططات الاحتلال الهادفة إلى تدمير الاقتصاد الفلسطيني، موضحاً أن الاحتلال يمنع دخول الوقود والأدوية ومئات البضائع إلى القطاع، كما يمنع المرضى من استكمال علاجهم في الخارج، ما تسبب بوفاة العديد منهم.
رئيس شبكة المنظمات الأهلية في القطاع محسن أبو رمضان بيّن أن الحصار الإسرائيلي تسبب بفقدان الأمن الغذائي وارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى 300 ألف شخص بنسبة بطالة بلغت 65 بالمئة في صفوف فئة الشباب، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء معاناة مليوني فلسطيني في القطاع، وإلزام سلطات الاحتلال برفع الحصار، فيما بيّن الباحث الحقوقي حسين حماد أن 90 بالمئة من المصانع والمؤسسات الإنتاجية متوقفة، وأن المشافي والمراكز الصحية في القطاع تعاني شحاً في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة المرضى.
في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال مظاهرة رافضة لما تسمى “صفقة القرن” في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، حيث أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام باتجاه المشاركين بالمظاهرة، ما أدى لإصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انحياز سافر لكيان الاحتلال وانتهاك لقرارات الشرعية الدولية في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بنود ما تسمى “صفقة القرن”، تشهد مدن وبلدات الضفة والقطاع المحاصر مظاهرات شعبية حاشدة رفضاً للصفقة المشؤومة وتأكيداً على مواصلة النضال حتى إسقاطها وإسقاط كل المؤامرات الرامية إلى النيل من حقوق الشعب الفلسطيني.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات بيت دقو وقطنة في القدس المحتلة والعوجا شمال أريحا ودير نظام في رام الله ومخيم بلاطة في نابلس ومخيم عايدة في بيت لحم، واعتقلت اثني عشر فلسطينياً، بينهم فتى يبلغ من العمر 14 عاماً.