الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الزواج بالبديلة اندثر منذ سبعين عاماً

الزواج بالخطبة والمهر هو الأعم والأشهر في الجولان إلا أن ثمة زواجاً كان سائداً بشكل محدود يُدعى زواج البَديلة وهو زواج بدون مهر؛ لأنه يعتمد أساساً على المبادلة. وتفاصيل ذلك أن يتزوج شاب من فتاة بشرط أن تتزوج أخته من شقيق تلك الفتاة، ويقوم والد كل فتاة بتجهيز ابنته للزواج. وفي حالة استثنائية عندما تكون إحدى الفتاتين جميلة وتفوق بديلتها بذلك؛ فيتم الاتفاق على أن يدفع لها مبلغ من المهر تكريماً لها وتفضيلاً. ويمكن أن يكون المهر ذهباً أو مالاً؛ وإن كان الخاطب مُعسراً يمكنه إتمام المهر بتقديم فرس أصيلة أو عدداً من الأبقار والأغنام استناداً للسعر الرائج. وغني عن القول: إن زواج البديلة له مثالب كثيرة ومساوئ متعددة، وتحكمه أعرافاً تجعل الزواج والاستقرار بمهب الريح. فعندما تقوم إحداهن بالاختلاف مع زوجها، وتغادر منزل الزوجية لبيت أهلها، تقوم بديلتها فوراً بمغادرة منزلها والابتعاد عن زوجها وأطفالها بدون حصول أي خلاف مع زوجها. ولا تعود لمنزلها إلا بعودة بديلتها لبيت أخيها. وإذا تزوج أحدهم بثانية يقوم الثاني بالزواج بامرأة أخرى، ليكيد أخت من تزوج على أخته وبذلك يكون مصير الأسرتين مهدداً بالخلافات والمشاحنات والطلاق أحيانا؛ فعندما يتم طلاق إحداهن؛ فلا بد من طلاق بديلتها أو دفع مهر مربع أي أربعة مهور للفتاة المطلقة. وتبقى علاقة البديلة حتى عند وفاة إحداهن فعلى شقيقها تقديم مساعدة مالية لزوج أخته الأرمل تقدر بنصف المهر ليتزوج من جديد. وزواج البديلة مذموم غير محمود؛ لأنه يزدري المرأة؛ ويجعلها مجرد سلعة قابلة للبيع والشراء والمقايضة. وقد انقرض زواج البديلة في الجولان منذ أكثر من سبعين عاماً، كما أكد معمرو الجولان.

محمد غالب حسين