بوتين يطرح أولويات الأمن الفيدرالي: مضاعفة جهود محاربة الإرهاب والتطرّف
طرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أثناء جلسة سنوية لقيادة هيئة الأمن الفيدرالي أهم الأولويات الأمنية للدولة في عام 2020، وشدّد على أن ضمان الحماية الموثوق بها لروسيا ومواطنيها كان وسيظل على رأس أولويات الدولة، داعياً هيئة الأمن إلى مضاعفة جهود محاربة الإرهاب وتحديث وتطوير نظام مكافحة التطرّف في البلاد اعتماداً على دعم المجتمع. وأكد بوتين أن عدد الجرائم ذات الطابع الإرهابي في الأراضي الروسية لا يزال ينخفض في السنوات الأخيرة، غير أنه يتعيّن على أجهزة الأمن تكثيف جهود محاربتها، وأعلن بوتين أن أربع جرائم ذات طابع إرهابي ارتكبت في البلاد عام 2019، مقارنة مع تسع جرائم من هذا النوع اقترفت في عام 2018، وأشار إلى أن أجهزة الأمن أحبطت في العام الماضي 57 جريمة من هذا النوع، بما في ذلك 34 هجوماً إرهابياً، مقارنة مع 36 جريمة تم إفشالها في عام 2018.
وطلب بوتين من هيئة الأمن الفيدرالي تكثيف جهود مكافحة الإرهاب، مع أداء اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب دوراً متقدّماً في هذا الصراع، مشدداً على ضرورة أن يصبح نظام مكافحة التطرف في روسيا أحدث وأكثر مرونة، وصرّح بأنه ينتظر من عناصر هيئة الأمن الفيدرالي عملاً فعّالاً في مجال التصدي لجميع الدعوات المحرّضة على العنف.
وأوعز بوتين إلى هيئة الأمن الفيدرالي بضمان الأمن على أرفع مستوى أثناء الفعاليات واسعة النطاق المقرر تنظيمها في روسيا في أيار المقبل، بمناسبة الذكرى السنوية الـ75 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب الوطنية العظمى (1941- 1945)، وأشاد بتطوير التعاون في مجال محاربة الإرهاب بين أجهزة الأمن الروسية والأجنبية، وشكر الولايات المتحدة مرة أخرى على تسليم مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلى روسيا معلومات أتاحت في 27 كانون الثاني الماضي اعتقال عنصرين مؤيدين لتنظيم “داعش” كانا يخططان لشن هجمات دموية في مدينة سان بطرسبورغ بالتزامن مع أعياد رأس السنة، وأردف: “نعرب عن امتناننا لشركائنا على هذا الدعم، وهذا التضامن المهني في محاربة خطر مشترك، وبطبيعة الحال سنعاملهم بطريقة مماثلة”.
وحذّر الرئيس الروسي من أن “أسلحة المعلومات” تزداد قوة أكثر فأكثر، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مسبقة بغية حماية الدولة الروسية من التهديدات السيبرانية، وضمان أمن تطوير تكنولوجيات الجيل الخامس والاتصالات بواسطة الأقمار الصناعية.
ودعا بوتين إلى التركيز على ضمان أمن المنظومات الالكترونية التابعة لمؤسسات الدولة والخدمات الالكترونية الحكومية وشركات الاتصال والمصارف والشركات الروسية الكبرى، مضيفاً: يجب تنمية قدرة الدولة على كشف ومنع وإزالة عواقب الهجمات السيبرانية.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن وتائر أنشطة الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية في روسيا لا تنخفض، وأوعز إلى هيئة الأمن الفيدرالي باتخاذ خطوات موثوقة وفعّالة في سبيل التصدي لهذا التحدي، مع إعارة اهتمام خاص إلى حماية المعلومات المتعلّقة بأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيات والبحوث العلمية المتطوّرة التي تضمن تفوق روسيا على منافسيها على الصعيد الدولي.
وأشار بوتين إلى أن إحدى أبرز الأولويات تكمن في ضمان الأمن الاقتصادي للدولة الروسية ومحاربة الفساد، داعياً إلى تطهير القطاعات الاقتصادية ذات الأهمية الاستراتيجية من الجريمة والاستفادة من التجربة الإيجابية في إفشال مخططات الفساد في المجال المالي والضريبي، وكذلك في مجالات الطاقة والصناعات العسكرية.
وشدّد بوتين على ضرورة ضمان حقوق المواطنين الروس بشكل صارم، ولاسيما في مجال الأعمال، والرد بشكل فعّال وسريع على أي شكاوى بشأن خرق حقوق رجال الأعمال من قبل المؤسسات المختصة بالرقابة.
كما طلب الرئيس الروسي من هيئة الأمن الفيدرالي ضمان الرقابة الصارمة على تدفق الأموال إلى المشاريع ذات الأهمية الوطنية بغية منع اقتراف جرائم فساد فيها، لكن دون إعاقة تطبيق هذه المشاريع.