الصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد قلنديا.. مخطط لإقامة 6200 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم

في إطار مخططاتها التهويدية والعدوانية لتهجير الفلسطينيين، تصعّد سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية وخاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث أعلنت مخططاً استيطانياً جديداً لإقامة 6200 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم جنوب مدينة القدس المحتلة، بهدف توسيع مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة، فيما أعلنت منذ أيام مخططاً استيطانياً لإقامة تسعة آلاف وحدة استيطانية في بلدة قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة.

وردّاً على ذلك، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن إعلان سلطات الاحتلال مخطط إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة هو استخفاف بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن مخطط الاحتلال إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي فلسطين المحتلة مرفوض، ويأتي في إطار تنفيذ ما تسمى “صفقة القرن” التي تخالف كل قرارات الشرعية الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان، ويجب وقفه فوراً.

وحذّر أبو ردينة من أن تنفيذ مخطط الاحتلال الاستيطاني يهدد بفصل مدينة القدس بالكامل عن بقية المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، داعياً المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال لوقف حربه الاستيطانية، التي تصاعدت بشكل كبير ولا سيما بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر الشهر الماضي بنود ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.

إلى ذلك، جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية إدانتها مواصلة الاحتلال جرائمه بحق الفلسطينيين، مؤكدةً أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته وتنفيذ مخططاته الاستعمارية.

وأوضحت الخارجية أن اقتحام قوات الاحتلال بلدة العيسوية شرق القدس المحتلة، أول أمس، واعتداءها الوحشي على الفلسطينيين، والذي أدى إلى إصابة الطفل مالك عيسى “8 أعوام” برصاصة في عينه اليسرى، تصعيد خطير واستخفاف بمبادئ حقوق الإنسان وإمعان في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي.

وطالبت الخارجية المنظمات الحقوقية والإنسانية ومنظمات حقوق الأطفال المحلية والدولية بتوثيق تفاصيل هذه الجريمة ورفعها إلى المحاكم الدولية المختصة ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

وأدانت الخارجية الفلسطينية هذه الواقعة واصفةً إياها بـ”الجريمة البشعة” بحق الطفل عيسى، واعتبرتها امتداداً لحملة التنكيل الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد بلدة العيسوية ومواطنيها منذ ما يزيد على تسعة أشهر، في محاولة لكسر إرادة صمود المواطنين.

ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ديراستيا غرب سلفيت وبلدة بيت ريما شمال غرب مدينة رام الله وبلدة عنبتا شرق طولكرم والعيسوية شرق القدس المحتلة بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 11 منهم.

وجدّدت بحرية الاحتلال استهداف الصيادين الفلسطينيين في بحر قطاع غزة المحاصر بنيران أسلحتها الرشاشة، إذ أطلقت النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة السودانية شمال القطاع.

في الأثناء، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم الرصاص وقنابل الغاز السام خلال اقتحامها مخيم العروب شمال الخليل بالضفة.

وتنديداً بـ”صفقة العار” الأمريكية، انعقد مؤتمر علماء اليمن في صنعاء، ودعا للوقوف بوجه “صفقة القرن” وضرورة دعم الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة.

بيان المؤتمر أدان التدخل الأمريكي في المنطقة، مؤكداً رفضه وجود القوات الأمريكية فيها، وحثّ الأمة على التحرك لإخراجها، كما دعا إلى تفعيل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وشدّد أيضاً على أن السلم لا يكون إلا مع الدول غير المعتدية.

كما دعا بيان المؤتمر إلى جمع الكلمة ووحدة الصف، وطالب بتفعيل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والوقوف بوجه صفقة ترامب وعدم تمريرها، مشدداً على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة، مديناً خطوات التطبيع مع الصهاينة والتدخل الأمريكي السافر في المنطقة.

مفتي الديار اليمنية العلّامة شمس الدين شرف الدين، أكد في كلمة له أن “لا ثورة حقيقية إلا بالخروج من العباءة الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والإماراتية”، مؤكداً أن النظام السعودي عاث في الأرض فساداً”.

وانطلق، أمس، المؤتمر الموسّع لعلماء اليمن في صنعاء بمشاركة مجموعة من علماء دول عربية وإسلامية تحت عنوان “رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني”، ويأتي هذا المؤتمر تنديداً بالخطة الأمريكية ودعماً للقضية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.