ركب الإعمار؟
مع الكثيرين الحق في امتعاضهم الشديد من عدم تفاعل الشركات الإنشائية العامة مع المسؤولية والثقة الكبيرة التي وضعتها الحكومة بها، والتي تقول: إن القطاع العام هو “الجيش العمراني” الذي سيقود معركة البناء وإعادة الإعمار المرتقبة مع توقف آخر رصاصة في الحرب الدائرة.
يدرك الجميع أن في الشركات الوطنية الرائدة هذه قدرات كبيرة أهّلتها لخوض غمار استحقاقات لم تكتفِ بمشاريع محلية بل كان لها في ليبيا ولبنان والسودان والعراق واليمن تجارب ناجحة، لا يعتقد أن المشكلات الفنية والتمويلية وخسائر الإرهاب يجب أن تقف بوجه الإرادة والإيمان الوطنيتين اللتين يعوّل عليهما الكثير، ولاسيما أن الملف شهد ولا يزال تجاذبات دولية وسيلان لعاب لكبريات الشركات العالمية التي تتصارع للدخول في هذا المكسب الذي يجب ألا يكون إلا على يدي الشركات الوطنية؟.
في سياق هذه الورشة الوطنية بامتياز نقول لجل مديري الشركات التي يتابع عملها دقيقة بدقيقة: إن المرحلة لا تحتمل التردد والخوف ولا حتى المستحيل الذي يبديه البعض، فالدولة جندت كل الإمكانيات لتوفير متطلبات نجاح العمل وهنا لا مجال للقلق والتوجس من المستقبل، علماً أن الحكومة لم تقطع الطريق على المساهمات والمشاركات الدولية في عملية الإعمار، ولكن تبقى الأولوية للأصدقاء الذين يظهرون الكثير من الاندفاع والحماس لمشاركة الحكومة في هذا التحدي.
هنا ومع حرص مديري الشركات على تسويق استعداداتهم على كل الصعد، ولاسيما أن جرعات دعم مالية ولوجستية تحصل عليها شركات الإنشاء، إلا أن بعضهم غمز من بوابة الحس الوطني، ولهذا لم يتوانَ آخرون عن اتهام كل من يتخلف عن ركب الإعمار الوطني بالخيانة لدماء الشهداء وتضحيات الجيش والمجتمع جميعاً في خندق مواجهة الإرهاب بالأمس واليوم وفي معترك البناء والعمران مستقبلاً؟.
علي بلال قاسم