ماذا بعد المشاركة العربية المميزة لطائرة تلدرة؟
سلمية- نزار جمول
مازال تألق الأندية الريفية التي تنتج البطولة من العدم متواصلاً، وخاصة تلك التي اختصرت التفوق بالانتماء للرياضة، ولأنديتها التي لم تذق طعم الدعم المطلوب من القيادات الرياضية المتعاقبة التي تفرض رغباتها الشخصية، وتقدم نفسها على أنها صانعة هذا التفوق لفرقها، فنادي تلدرة الذي يغفو على تخوم مدينة السلمية مازال مع رياضييه يتنفس البطولة مع هواء القرية النقي لأن سيداته بالكرة الطائرة أحرزن لقب بطولة الدوري على حساب فرق متخمة بالدعم المالي والمعنوي، هذه البطولة جاءت من خلال صعوبات لا يمكن لأي فريق أن يحققها، لأن هذا النادي لا يملك صالة، وتتمرن لاعباته تحت قبة السماء على ملعب اسمنتي في ظل الظروف الجوية الصعبة في كل الفصول، إضافة لعدم وجود أي وارد مالي سوى بعض الهبات والمنح المالية التي لن تصنع فريقاً بطلاً، لكن الأهم من كل ذلك الروح العالية التي تملكها اللاعبات ومدربهم ورئيس ناديهم التي مكنتهم من اجتياز كل المصاعب، وها هو الفريق يمثّل سورية في البطولة العربية الخامسة التي أقيمت في الإمارات الشهر الماضي، وقدم فيها ما ملكت لاعباته أيديهم الغضة من موهبة، مع فرق تملك المحترفات، ليخرج من البطولة بفائدة فنية كبيرة بعد أن شارك فيها دون أن يوفر له اتحاد اللعبة أي قرش، وتركه في مهب ريح الحاجة، ليتدخل أحد محبيه ويقدم له المساعدة المالية المطلوبة للمشاركة في ظل مطالبة رئيس اتحاد اللعبة بأن يكون رئيساً للبعثة على حساب هذا النادي!.
مدرب الفريق الكابتن كريم اليازجي اعتبر هذه المشاركة بصعوباتها المتعددة ذات فائدة كبيرة فنياً لوجود لاعبات محترفات على مستوى عال قائلاً: هذه الصعوبات بدأت بالاستعداد لها، حيث تمرن الفريق بصالة حماة التي لا يتوفر فيها لا الكهرباء ولا التدفئة، مع وضع غير طبيعي للاعبات دراسياً ووظيفياً، إضافة لغياب المباريات الودية التي تناسب قوة الفرق المشاركة بالبطولة، وقلة التجهيزات الخاصة باللعبة وغيرها.
وبيّن اليازجي أن فريقه الذي تفوق على كل فرق الدوري التي تملك مقومات البطولة بعكس النادي الريفي معدوم الإمكانيات، كان يمكن ألا يكون لقمة سائغة في هذه البطولة لو استطاع ضم محترفتين حسب نظامها.
واختتم اليازجي حديثه بالتأكيد على أن اللعبة تحتاج الكثير لتصل للتطور الذي وصلت إليه الدول الأخرى، وعلى رأسها الاستراتيجية التي تعتمد على الاهتمام بالقواعد.