حملة اعتقال تطال الرموز المقدسية.. وإصابة العشرات في اعتداء على نابلس
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين ولا سيما الرموز المقدسية، حيث اعتقلت خبير الأراضي والاستيطان، ومدير مركز الخرائط في جمعية “الدراسات العربية” بيت الشرق، خليل التفكجي، بعد أن داهمت منزله في القدس.
التفكجي كان قد حذّر كثيراً من ما تسمى “صفقة القرن” وإسقاطاتها على أرض الواقع، التي ستحيل فلسطين إلى “كانتونات منعزلة وغير متواصلة مع بعضها البعض”، كما حذّر أيضاً من أن “إسرائيل” تسعى لتفريغ القدس من أهلها، وجعل الفلسطينيين فيها أقلية، وأن حكومة كيان الاحتلال تشجّع على انتشار المخدرات بين الشباب الفلسطيني في القدس، وتدعم كل مدمن شهرياً بمبلغ مالي.
في السياق ذاته، داهمت قوة من الاحتلال منزل رئيس الغرفة التجارية كمال عبيدات في بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، وفتشت منزله، وعبثت بمحتوياته، قبل أن تعتقله.
وتأتي هذه الاعتقالات لرموز مقدسية في إطار تعليمات مما يسمى “وزير الأمن الداخلي” الإسرائيلي جلعاد أردان، الذي أعلن أنه بصدد المزيد من الخطوات لتجفيف موارد ومؤسسات زعم أنها “مموّلة من السلطة الفلسطينية”.
إلى ذلك، اقتحم ألفا مستوطن قبر يوسف شرق نابلس بالضفة الغربية، وسط إطلاق قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة 20 فلسطينياً، أربعة منهم بجروح و16 بحالات اختناق.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في القدس المحتلة ورام الله وبيت لحم وقلقيلية وأريحا بالضفة، وداهمت المنازل، وفتشتها، واعتقلت 27 فلسطينياً.
كما توغّلت أربع آليات للاحتلال شرق قرية خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، وشرعت بأعمال تجريف للأراضي في المنطقة.
وجددت بحرية الاحتلال استهداف الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة قطاع غزة المحاصر، حيث أطلقت النار باتجاه مراكب الصيادين، ومنعتهم من مزاولة عملهم.
في الأثناء، تجددت الإدانات حول الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن تصعيد سلطات الاحتلال لعملياتها الاستيطانية في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة هدفه عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، وأشارت إلى أن إعلان الاحتلال عن مخطط لإقامة نحو 15 ألف وحدة استيطانية جديدة في بيت صفافا وجبل أبو غنيم وقلنديا منطقة المطار في الضفة منذ إعلان ما يسمى “صفقة القرن” يهدف إلى استئصال القدس من قلب الضفة وفصلها وعزلها عن محيطها الفلسطيني بشكل نهائي، وبيّنت أن مثل هذه الخطوات الخطيرة المتعمّدة من قبل الاحتلال تؤكد استحالة إقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً وقابلة للحياة، لافتةً إلى أن استمرار المجتمع الدولي بتقاعسه في الرد على انتهاكات الاحتلال بات أمراً غير مقبول، لأنه يشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدراته دون مساءلة في تحدٍّ سافر للقرارات الأممية، محذّرةً من أن تفجر الأوضاع في المنطقة قد يجرها إلى نتائج لا تحمد عقباها.
كما أكدت بريطانيا أن إعلان سلطات الاحتلال إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة يقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وأوضحت الحكومة البريطانية أن موقف المملكة المتحدة من المستوطنات الإسرائيلية واضح بعدم شرعيتها وفق القانون الدولي، مطالبةً “إسرائيل” بالوقف الفوري للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت، أول أمس، عن مخطط إقامة 3500 وحدة استيطانية شرق القدس المحتلة، كما أعلنت الأسبوع الماضي عن مخططات استيطانية لإقامة 17100 وحدة استيطانية جديدة، معظمها في مدينة القدس المحتلة، متجاهلةً القرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويطالب بوقفه فوراً.
من جهة أخرى، جدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه التأكيد على أن ما تسمى “صفقة القرن” انتهاك صارخ للقانون الدولي، لافتاً إلى أن انحياز الإدارة الأمريكية للاحتلال لن ينال من حقوق الفلسطينيين التي أقرتها الشرعية الدولية، وقال: “إن صفقة القرن كارثية، ولا يوجد لها شريك أوروبي أو عربي أو فلسطيني، لأنها تقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس”.
ودعا أشتيه مجلس الأمن الدولي وأعضاء اللجنة الرباعية الدولية إلى عقد مؤتمر دولي يضمن إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وفي مقدمتها عودة اللاجئين إلى ديارهم استناداً للقرارات الدولية ذات الصلة، فيما جدد الملتقى الوطني للأحزاب والقوى والشخصيات القومية واليسارية في الأردن رفضه “صفقة القرن” واتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني وجميع المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة، داعياً إلى التمسك بخيار المقاومة الطريق الوحيد لإسقاطها.
وأوضح الملتقى أن خيار المقاومة بكل السبل ضد الاحتلال هو الطريق الوحيد لإسقاط المخططات الاستعمارية على أساس برنامج كفاحي واضح ومشروع نهضوي شامل، ولفت البيان إلى أن الحلف الأمريكي الصهيوني يعمل على محاولة فرض وقائع جديدة على الأرض بقوة الاحتلال والنفوذ السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يستدعي تكثيف الجهود وزج الطاقات لإفشال هذه المخططات.