بعد ضمان التأهل للاولمبياد نجمة طاولتنا الواعدة “هند ظاظا” تنتظر الدعم المثالي للوصول للعالمية
نجحت موهبتنا الواعدة بكرة الطاولة هند ظاظا في حجز بطاقة التأهل إلى اولمبياد طوكيو 2020 عن منطقة غرب آسيا بعد فوزها في المباراة النهائية للبطولة التي اختتمت مؤخراً في الأردن على اللاعبة اللبنانية ماريانا سهاكيان، بنت الأحد عشر ربيعاً استطاعت بجدارة انتزاع بطاقة التأهل الوحيدة لتمثيل سورية والعرب في اولمبياد طوكيو، وهي أصغر لاعبة عربية تتأهل إلى دورة أولمبية، وستكون أصغر لاعبة في الاولمبياد، كما أنها أول لاعبة بتاريخ كرة الطاولة السورية تحصل على بطاقة تأهل مباشر إلى الاولمبياد.
تأهل هند حكاية سورية لبطلة عانت الكثير في مشاركاتها السابقة، فرغم أنها كانت تتوّج بكافة الألقاب الخارجية، لكنها لم تكن تتأهل لأية بطولة خارجية بسبب صغر سنها، ولولا الرؤية الثاقبة لمدرب قدير كان له الأثر بمشاركتها في بطولة غرب آسيا والتصفيات الأولمبية لما قدر لها أن تتأهل، حيث لم يزج اتحاد كرة الطاولة اسمها بالبداية لصغر سنها بسبب جهله بالقوانين الدولية، لكن خبرة المدرب، واطلاعه على القوانين الدولية، وتدخله بالوقت المناسب، كل ذلك أدى لهذه النتيجة المميزة.
إنجاز تاريخي
البطلة هند ظاظا في لقاء مع “البعث” توجهت بالشكر لكل من ساعدها في تحقيق الإنجاز، وخاصة مدربها أدهم الجمعان الذي كان له الفضل في نجاحها، وأضافت ظاظا: عندي طموح كبير أن أرفع علم بلادي، وأحقق وساماً أولمبياً في الاولمبياد، أما إنجازي الأخير في بطولة غرب آسيا قبل أيام وحصولي على بطاقة التأهل الوحيدة للعرب فكان نتيجة جهد وتعب كبيرين.
أما المدرب الوطني أدهم الجمعان فقال “للبعث”: تأهل هند هو تتويج لتعب خمس سنوات، وتخطيط مدروس مع بداية عام 2015، فعملنا على خطة مع رئيس الاتحاد بوقتها، وتم تقديمها للمكتب التنفيذي، وقد كان لكل سنة هدف، وهو التركيز على الفئات العمرية لنصل خلال ثلاث سنوات لبطولة غرب آسيا، وبعدها يكون هدفنا التأهل لاولمبياد طوكيو، بدأنا بخطة تضمنت إرسال هند، وحلا علي، وعبيدة ظاظا لدولة قطر، فشاركنا ببطولة الأمل، واستمر التركيز على هذه الفئات، وسيطرنا على بطولة غرب آسيا للأمل خلال السنوات الماضية، وبطولات الأشبال والشبلات، وحالياً حققنا هدفنا بالوصول للاولمبياد.
وختم جمعان قائلاً: إذا تم التعاون مع كافة الأطراف، ومنها اتحاد اللعبة، وآمن بحلمنا، فسيؤدي هذا الفوز ليكون نقلة نوعية لأبطالنا، مع التخطيط للمنافسة في اولمبياد عام 2024.
اللاعبة المعجزة
أما مشرفة لعبة كرة الطاولة بنادي المحافظة إيمان زعبية فأكدت أن ما حققته هند في بطولة غرب آسيا كان إعجازاً وليس إنجازاً فحسب لعدة أسباب أهمها الفارق بالخبرة بينها وبين بطلات العرب اللواتي لعبت معهن لصغر سنها وعمرها التدريبي مقارنة بباقي اللاعبات، واستطاعت تجاوز هذا الفارق بثقتها العالية بنفسها، وامتلاكها مهارات فريدة، وأدائها عالي المستوى، وتكتيكها المتميز بالتعامل مع نوعية وجوه مضارب اللاعبتين: الأردنية سوار التي فازت عليها هند بالدور نصف النهائي، واللبنانية ماريانا سهاكيان بالمباراة النهائية، مع العلم أن اللاعبة اللبنانية بطلة العرب لسنوات عديدة، ولعبت بأكثر من اولمبياد، أما هند فتعاملت مع المباراة بحنكة عالية، واستفادت من ضرباتها الهجومية اليسارية، وسيطرتها على كامل الطاولة، وتوزيع الكرات على الأطراف، مع الإشارة إلى أنه خلال فترة إعدادها للبطولة تم تدريبها للتعامل مع هذا النوع من المضارب.
بداية الحلم
وعن بدايات ظاظا في نادي المحافظة قالت زعبية: هند انتسبت لنادي المحافظة عام ٢٠١٥، (كان عمرها ست سنوات فقط)، وقبل أن تكون قد أحرزت أي إنجاز توسمت فيها مشروع بطلة على مستوى قاري، وباعتبار أن نادي المحافظة الرياضي يهتم بالرياضة الوطنية، وبالأبطال الذين لديهم الإمكانات لتحقيق إنجازات ترفع علم الوطن بجميع المحافل العربية والقارية والدولية، ولعدم انتسابها لأي ناد، تم اتخاذ القرار برعاية ودعم هذه البطلة، وتوفير جميع مستلزمات التدريب والإشراف على خطة إعدادها بالتنسيق مع مكتشفها ومدربها أدهم جمعان، مع القيام بتحفيزها الدائم معنوياً ومادياً بشكل مدروس، وبدعم إدارة النادي استطاعت خلال عامين من رعايتها السيطرة على جميع بطولات الجمهورية ولجميع الفئات، إضافة لإنجازاتها على صعيد بطولات غرب آسيا للفئات العمرية، وها هي تتوّج إنجازاتها بتحقيق حلم أي رياضي بالوصول للاولمبياد من خلال انتزاع بطاقة التأهل لاولمبياد طوكيو، وبالتأكيد نحن في النادي فخورون بأننا قدمنا الرعاية لهذه البطلة.
مشوار التأهل
استهلت ظاظا مبارياتها بالبطولة التي شاركت فيها 11 لاعبة من 11 دولة بالخسارة أمام البحرينية مريم العالي “بمجموعتها” 3/4، ثم فازت على العراقية سجى مجيد 4/صفر، وعلى الأردنية براء الوديان 4/1، وتصدرت مجموعتها لتلتقي بالدور نصف النهائي بطلة الأردن سوار أبو يمن وفازت عليها 4/ 3، وفي المباراة النهائية التقت اللبنانية ماريان سهاكيان صاحبة الـ 43 عاماً، وبعد تأخرها 3/صفر عادت بقوة وفازت بالمباراة بنتيجة 4/3، وكانت من أصعب المباريات على الإطلاق في البطولة.
عماد درويش