الصفحة الاولىصحيفة البعث

صحيفة “بيرجون” مهددة بالإغلاق لفضحها فساد أردوغان وعائلته

 

لم يحتمل نظام أردوغان الإخونجي وزبانيته أن يوجّه لهم أي انتقاد أو حتى تلميح بارتكاب أي خطأ أو كسب غير مشروع، فالكل يجب أن “يسمع ويطيع”، والكل يجب أن يهلل لـ”الخليفة” ومن يفكر مجرد تفكير بالمعارضة أو عدم التصفيق لـ”الباب العالي”، فإن مصيره سيكون “إرهابي” على لوائحه العصملية. وفي التفاصيل رفضت وسائل إعلام مقرّبة من الحكومة التركية ما نشرته صحيفة “بيرجون”، عن الممارسات التي يقوم به أردوغان وعصابته في المؤسسات التركية، التي تحوّلت إلى مكان لتبييض الأموال وعقد الصفقات المشبوهة، في حين أن فقراء الشعب التركي يموتون بسبب مغامرات عصابته، مطالبة الحكومة التركية أن تغلق الصحيفة على الفور.
وكانت الصحيفة التركية، المعروفة باتجاهها اليساري، نشرت موضوعاً مثيراً تحت عنوان: “الحرب تسقط الفقراء شهداء بينما تدر على صهر أردوغان ملايين الدولارات”، كاشفة بالوثائق أن “وزارة الدفاع التركية ضخّت 36 مليون دولار لشركة مملوكة لصهر الرئيس رجب طيب أردوغان زوج ابنته سمية”.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع التركي السابق فكري إيشيك إقراره ضمنياً “بتحويل أردوغان 36 مليوناً و77 ألف دولار إلى شركة “بايكار” المساهمة لصناعة الماكينات والتجارة، التي يترأسها صهره سلجوق بايركتار للحصول على 6 طائرات مسيّرة”.
كما رأت الصحيفة في تعليقها على ما تسرّب من معلومات حول شركة “بايكار”، أن حروب الرئيس أردوغان تصنع من الفقراء شهداء، وتصنع من آخرين أثرياء.
يذكر أن تركيا تحتل مرتبة متدنية على صعيد حريات الصحافة، وفقاً لقائمة منظمة مراسلون بلا حدود، حيث تحتل المرتبة 148 من أصل 179 دولة، فيما وجّه الاتحاد الأوروبي أواخر العام الماضي انتقاداً شديد اللهجة لحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا لإصدارها قراراً بحظر النشر في التحقيقات المتعلقة بقضايا الفساد، مؤكداً ضرورة استمرار وسائل الإعلام في أداء دورها اللازم باعتبارها عين الرقابة الشعبية.
يشار إلى أنه منذ وجود أردوغان كرئيس للحكومة، وحتى تسلّقه إلى منصب الرئاسة في تركيا، تعرّض مئات الصحفيين للسجن بتهم مفبركة تتصل بالارتباط بمنظمات إرهابية، كما أصدر العديد من القوانين القمعية لحرية الصحافة.
في سياق متصل، اعتقلت سلطات النظام التركي 40 شخصاً، بينهم عسكريون، بذريعة صلتهم بمنظمة الداعية فتح الله غولن، الذي يتهمه نظام أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي جرت عام 2016.
ونقلت وكالة الأناضول الناطقة باسم هذا النظام عن مكتب الادعاء العام في محافظة أنقرة قوله في بيان: إنه تم اعتقال 18 شخصاً من بين 23 شرطياً سابقاً ومدنياً تم إصدار مذكرات اعتقال بحقهم في المحافظة.
كما اعتقلت الشرطة التركية سبعة أشخاص في محافظات بولو وانطاليا وساكاريا وأنقرة وقونيا واسطنبول، فيما تم اعتقال ستة من بين تسعة أشخاص صدرت بحقهم مذكرات اعتقال في محافظة أضنة.
وكذلك شنت الشرطة التركية عمليات بحث ودهم في سبع محافظات أخرى أسفرت عن اعتقال تسعة أشخاص.
ويشن نظام أردوغان منذ محاولة الانقلاب حملة قمعية شديدة لاستهداف معارضيه وخصومه، حيث تم اعتقال وإقالة عشرات آلاف الأشخاص في مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية في البلاد، وكان آخر تلك العمليات اعتقال مئتين وستة وعشرين شخصاً قبل أيام.