صحيفة البعثمحليات

خطة “التربية” لوقاية التلاميذ من الأمراض السارية استنفار مدرسي وورشات وجولات ميدانية لرفع الوعي الصحي

 

 

لم تتأخر وزارة التربية في اتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية والأساليب الوقائية من انتشار الأمراض السارية بكل أنواعها، وخاصة بعد أن كثر الحديث حول فيروس كورونا الذي انتشر في بعض الدول الأجنبية والعربية، ما شكّل حالة قلق، ولاسيما في أماكن التجمعات ومنها المدارس وخوف الأهالي على أبنائهم نتيجة الشائعات من هنا وهناك، لتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في نشر هذه الشائعات في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الصحة ومعها منظمة الصحة العالمية خلوّ سورية من مرض كورونا.

مواكبة وورشات
“البعث” واكبت عمل المعنيين من الصحة المدرسية في المدارس، حيث وجّه وزير التربية عماد العزب باستنفار جميع مديريات التربية ودوائر الصحة المدرسية والقيام بورشات عمل في المحافظات للعاملين بالصحة المدرسية ودوائر التوجيه والبحوث، بالإضافة إلى ندوات وجلسات تثقيفية بالمدارس لرفع الوعي الصحي حول المرض وطرق الوقاية من العدوى به، وإطلاق حملة واسعة في كل المدارس للتقصي عن البيئة المدرسية الفيزيائية (خزانات مياه – مرافق صحية – مقاصف) بهدف تأمين مياه نظيفة ومرافق صحية آمنة ومقاصف مطابقة للشروط الصحية.
واعتبرت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية هتون الطواشي، أن هذه الحملة من أولويات مديريات التربية لتأمين وسائل النقل والتنسيق بين كوادر الصحة المدرسية وإدارات المدارس والمعلمين والتعاون مع مديريات الإدارة المحلية والموارد المائية لإتمام هذه الحملة على أكمل وجه، مشيرة إلى إقامة ورشة عمل بالتعاون مع مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بمشاركة رؤساء دوائر الصحة المدرسية والمشرفين الصحيين ومشرفي المنهج الصحي في كل المحافظات بعنوان (متابعة المستجدات الخاصة حول انتشار فيروس كورونا المستجد Covd 2019)، واستمرت الورشة لمدة يومين من 17-18/2/2020م وتم خلالها مناقشة خطة وزارة التربية الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا، وتم توجيه كوادر الصحة المدرسية في كل المحافظات بتأمين أعداد كافية من البروشورات والبوسترات الضرورية لنشر الوعي الصحي حول المرض ووسائل الوقاية من العدوى به بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ونشرها في كل مدارس القطر وتأمين جل كحولي معقم لليدين في المحافظات التي تعاني من نقص في المياه وتأمين أعداد كافية من الصابون في باقي المحافظات، والتواصل مع وسائل الإعلام لعقد ندوات حول المرض ووسائل الوقاية منه في المدارس، وإجراءات وزارة التربية وخطتها في مكافحة انتشاره سواء عن طريق القناة الفضائية التربوية أم الفضائية السورية أم على الإذاعات المحلية العامة والخاصة أو النشر على موقع الوزارة.

عزل وتبرير
ولفتت الطواشي إلى ضرورة عزل الطلاب والتلاميذ المصابين بإنتانات تنفسية حادة والمترافقة مع ترفع حروري أو ضيق نفس ومنحهم استراحة في المنزل عدة أيام والتساهل في تبرير الغياب للطلاب المرضى حتى في أيام الاختبارات الكتابية والعمل على تعويض الفاقد التعليمي بشكل كامل بعد تماثلهم للشفاء وعودتهم إلى الدوام في المدرسة، مشدّدة على توجيه وتنبيه التلاميذ والطلاب للالتزام بها بشكل متكرّر ولا سيما غسيل اليدين بالماء والصابون لمدة ٢٠ ثانية على الأقل، مع التأكيد للعاملين بالصحة المدرسية برصد الإنتانات التنفسية في المدارس والإخبار الفوري عن الحالات الشديدة منها التي تتطلب دخول المشفى، إضافة إلى التفقد الدوري للبيئة المدرسية (مرافق عامة –مقاصف خزانات المياه) للتأكد من سلامتها وتنظيفها بشكل مستمر.

توعية وتعاون
وحول الإجراءات المتخذة في تربية ريف دمشق أوضح مدير التربية ماهر فرج، أن المديرية عملت على نشر التوعية الصحية وممارسة القواعد الصحيّة المؤدّية إلى نمو سَوي جسديّاً ونفسيّاً وعقليّاً بين أبنائنا الطلاب والتلاميذ من خلال المزج بين الأنشطة الصفيّة والأنشطة اللاصفيّة وإقامة ندوات وورشات عمل تحت عنوان “أحمي نفسي والآخرين من الإصابة بالمرض” تضمّنت تأكيد ممارسة العادات الصحية السليمة مثل غسل الأيدي قبل الطعام وبعده وبعد استعمال دورات المياه، واستخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطاس، وضرورة تجديد هواء الغرفة بين وقت وآخر، والابتعاد عن المرضى وعدم استخدام أدواتهم الشخصية، وتم توزيع ملصقات خاصة بالتثقيف الصحي لتثبيتها في أماكن ظاهرة بالمدرسة لتتحول المدارس ضمن الإطار التربوي إلى مدارس معززة للصحّة وصديقة للبيئة عبر توفير المبادئ الأساسية للرعاية الصحيّة الأوليّة داخل هذه المؤسسات، لافتاً إلى التعاون مع مديرية الصحة ومديرية الموارد المائية على تأمين مصادر مياه صالحة للشرب، وتم تقديم مادة الكلور المعقم على شكل أقراص لجميع المدارس لتعقيم الخزانات بها بشكل دوري، مع توجّه أطباء الصحة المدرسية لتكثيف جولاتهم على المدارس لمتابعة البيئة المدرسية، من حيث نظافة المرافق وخزانات المياه وسلامة الغذاء المقدم من المقاصف المدرسية، إلى جانب العمل على رصد حالات الإصابة بأي إنتان تنفسي بين زملائنا المعلمين وأبنائنا التلاميذ، لتتم متابعتها من مستوصفات الصحة المدرسية وتقدير الحالة لتحويل الحاد منها إلى المشافي العامة بعد تنظيم بطاقة صحية بالحالة وإبلاغ ولي الأمر، انطلاقاً من دور الصحة المدرسية وتعزيز صحّة الفرد والمجموعة في المدرسة والوقاية من الأمراض والحوادث وأنواع الخلل الأخرى والمساعدة في مساندة من يعاني من وضع صحّي غير سليم.

دور الأهل
وشدّد فرج على ضرورة تواصل الأهالي مع المدرسة ومستوصف الصحة المدرسية عند إصابة أبنائهم بإحدى الآفات التنفسية ليتم تقدير فترة الاستراحة المرضية وتبرير غيابهم عن المدرسة أصولاً، علماً أن مديرية التربية عملت في وقت سابق على تطبيق المنهج الصحي في مختلف المناطق بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشمل التعريف بالعديد من الأمراض وطرق الوقاية منها، والحفاظ على العادات السليمة وممارسة الأنشطة الرياضية التي من شأنها أن تعزز النمو الجسدي والفكري السليم لأبنائنا الطلبة، بالإضافة إلى تنفيذ حملات التلقيح التي أقامتها وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الصحة لتحفيز تكوين مناعة ذاتية ضد الأمراض الخطيرة.
علي حسون