ملاكمتنا “خسرت” فرصة التأهل للاولمبياد والتوضيحات مطلوبة بالسرعة القصوى
تفاءل عشاق ومحبو الملاكمة (الفن النبيل) برؤية أبطالنا وهم يتألقون خارجياً، على أمل أن يصل أحد أبطال قبضاتنا إلى اولمبياد طوكيو (2020) لينضم إلى كوكبة الأبطال الذين تأهلوا من بقية الألعاب إلى الاولمبياد، إلا أن هذا التفاؤل “خبا” رويداً رويداً بعد النتائج غير المتوقعة التي حققها لاعبا منتخبنا أحمد وعلاء غصون في الدورة المؤهلة للاولمبياد عن قارتي آسيا وأقيانوسيا التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان.
وعلى الرغم من الكم الهائل لعدد المشاركين في البطولة (221 ملاكماً) الذين مثّلوا 35 دولة، وتنافسوا على 63 بطاقة تأهل، إلا أن ملاكمينا خيبوا الآمال المعقودة عليهم رغم أن (قفازاتنا) تسلّحت قبل البطولة بالمعنويات العالية، والاستعداد الجيد لتحقيق الإنجاز، فأحمد غصون الذي لعب بوزن 75 كغ فاز على بطل سيريلانكا وبطل الهند، لكنه عاد وخسر أمام بطل منغوليا، ولو فاز باللقاء لكان تأهل للأدوار المتقدمة، لاسيما أنه شارك بالوزن 24 لاعباً، تأهل منهم خمسة لطوكيو، إلا أنه أخفق ولم ينل مراده، والأمر نفسه انطبق على شقيقه علاء الذي شارك بوزن 91 كغ، إضافة لـ 14 لاعباً تأهل منهم 4 لطوكيو، لكنه هو الآخر لم يحقق المطلوب منه ففاز على لاعب هندي، وخسر أمام نيوزيلندي، ليخرج وسط صمت من اتحاد الملاكمة الذي فضّل رئيسه البقاء في الأردن لمتابعة البطولة على أرض الواقع، ولم يكلّف خاطره بالعودة مع البعثة لشرح الأسباب التي أدت لعدم تأهل ملاكمينا إلى الاولمبياد.
المؤشرات كانت تدل على قدرة ملاكمينا على تحقيق نتائج أفضل نسبة للبطولات الماضية، لكن الذي حصل أن ملاكمتنا عادت من كل مشاركاتها بجعبة فارغة، معللة بأسباب محفوظة ومكررة من قبيل القرعة ظلمت لاعبينا، أو أن النتيجة كانت قاسية وغير عادلة، ورغم غياب النجاح، إلا أن اتحاد الملاكمة لم يحرك ساكناً، أو حتى لم يعقد مؤتمراً صحفياً لتقييم أدائه، أو يبحث عن سبب فشله بسد رمق عشاق اللعبة ومتابعيها بميدالية أو بتأهل أولمبي، وكأنه استسلم لقدر قبضاته وعجزها عن التتويج.
الاتحاد منذ فترة لم يغيّر من خططه التدريبية أو استراتيجيته مع لاعبيه أو مدربيه، بل على العكس تراه متمسكاً بمدربيه ولاعبيه، مقتنعاً أن القدر وحده من أبعده عن عالم الميداليات وبريقها، ولكن بالمقابل نرى أن هناك لاعبين أبطالاً باللعبة لم يزج الاتحاد أياً منهم في أية مشاركة خارجية لحجج واهية، مع العلم أن الاتحاد سبق له أن أقام قبل المشاركة بالبطولة تجارب لانتقاء لاعبي منتخبنا الوطني، شارك فيها ٢٥ لاعباً هم الأفضل حالياً على ساحة اللعبة، وبعد انتهاء التجارب تم انتقاء خمسة لاعبين دخلوا بمعسكر داخلي، ولكن لم يتم انتقاء سوى لاعبين فقط للبطولة وسط أكثر من إشارة استفهام؟!.. كل هذا نضعه برسم اتحاد الملاكمة والقيادة الرياضية التي يجب عليها محاسبة من أساء للعبة.
عماد درويش