استشهاد طفل وإصابة العشرات في مواجهات مع قوات الاحتلال في نابلس
استشهد طفل فلسطيني “15 عاماً” متأثّراً بجروحه بعد إصابته برصاص الاحتلال الحي بالرأس في نابلس، كما أصيب أكثر من 112 فلسطينياً بعد اقتحام أكثر من 40 دورية للاحتلال منطقة جبل العرمة، المهدد بالمصادرة لصالح الاستيطان في بلدة بيتا جنوب نابلس، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
واقتحمت قوات الاحتلال الجبل، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين المرابطين على الجبل للتصدي لتهديدات المستوطنين باقتحامه والاستيلاء عليه، واعتقلت 3 شبان، وحاولت تأمين وصول عشرات المستوطنين إلى منطقة جبل العرمة.
بالتزامن، اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين في محافظة رام الله والبيرة، وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن مواجهات اندلعت في أبو شخيدم وأبو قش أثناء انسحاب قوات الاحتلال.
لجان المقاومة اعتبرت أن دماء الشهيد حمايل ستبقى لعنة تلاحق العدو الصهيوني ووصمة عار على جبين دعاة التنسيق الأمني المخزي.
بدورها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كلّاً من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والقيادة والحكومة الفلسطينية إلى التحرّك العاجل لتوفير الحماية للمواطنين الذين يتعرّضون لممارسات وحشية على أيدي قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
كما شددت حركة الأحرار على أن هذه الإرادة الشعبية الصلبة بحاجة إلى تعزيز وتوفير متطلبات الصمود من خلال خطة رسمية ووطنية وشعبية، معتبرةً أن تصعيد المقاومة بكافة أشكالها، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والتحرّك على المستوى السياسي والقانوني والدبلوماسي، خطوات هامة لمواجهة الاحتلال ومخططاته وإجرامه بحق شعبنا وأرضنا.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في رام الله وجنين بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 12 منهم، كما اقتحم 80 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وتعليقاً على ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن انتهاكات سلطات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته خرق صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وأوضحت أن اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين في جبل العرمة جنوب نابلس، والتي أدّت إلى استشهاد فتى فلسطيني وإصابة العشرات، تعكس مدى عنصرية وإرهاب الاحتلال بهدف تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها.
بدوره، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن مخططات الاحتلال الاستيطانية وخاصة شرق مدينة القدس المحتلة جريمة خطيرة وانتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية، وأوضح أن إعلان سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد شرق مدينة القدس يهدد بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين لتوسيع عمليات الاستيطان وعزل البلدات والقرى المحيطة بالقدس عن بعضها وفصلها بالكامل عن المدينة المقدسة.
وطالب عريقات المجتمع الدولي بالوقوف في وجه مخططات سلطات الاحتلال الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية ومحاسبة مسؤوليها على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، حذّرت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية من تدهور الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين المرضى في معتقلات الاحتلال جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمّد بحقهم وعدم تقديم العلاج اللازم لهم.
وذكرت الهيئة أن سلطات الاحتلال تواصل إهمال الحالة الصحية للأسير يوسف عبد الرحيم سكافي “48 عاماً” من الخليل والمعتقل منذ عام 2004 والذي يعاني من ضعف في عضلة القلب وأوجاع بالفقرات وحساسية في الدم وغيرها من الأمراض.
وأوضحت الهيئة أن سلطات الاحتلال تتعمّد عدم تقديم العلاجات الطبية اللازمة للأسير سكافي، وعدم عمل الفحوصات اللازمة له كحال كل الأسرى المرضى الذين يواجهون القتل الممنهج في المعتقلات الإسرائيلية.
ويواجه نحو ستة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية، حيث يعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم، بينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.
سياسياً، التقى وفد حركة الجهاد برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة والوفد المرافق له مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة موسكو.
وأعلنت الحركة أن اللقاء تناول مجمل الأوضاع الفلسطينية، خاصة ما يتعلق ما يسمى “صفقة القرن”، وكذلك الوحدة الفلسطينية الداخلية.
وكان اللقاء، وفق البيان، إيجابياً ومعمقاً، حيث أكد خلاله الوزير الروسي رفض بلاده لـ”صفقة القرن”، مبدياً استعداد روسيا للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسطينية.
وأشارت الحركة إلى موقفها الثابت بضرورة مواجهة الصفقة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والتفريط بالقدس وحق عودة اللاجئين، وشددت على أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه التاريخية وثوابته الوطنية مهما كانت الظروف، لافتةً إلى أن الطريق لاستعادة الوحدة الفلسطينية يكون ببناء مرجعية وطنية وفق اتفاق بيروت 2017.
وذكر البيان أن اللقاء مع لافروف ناقش العلاقات الثنائية، حيث أثنت الحركة على الموقف الروسي الرافض للصفقة.
وفي وقت سابق، استنكرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى دفعها لتقدم استقالتها استمراراً لسياسات الأخير الداعمة لكيان الاحتلال ومصالحه، معلنةً رفضها الاستقالة وعزمها إكمال ولايتها.
كما كانت باشليه انتقدت السياسات والإجراءات التعسفية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس بإقدامها على الاستيلاء على ممتلكات وأراضي الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، مؤكدةً أن المستوطنات وقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يشكلان انتهاكاً متعدداً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والاتفاقيات الداعية إلى إبقاء الأوضاع الراهنة بالأراضي المحتلة حتى يتم التوصل إلى اتفاق أو حل للقضية الفلسطينية.