الجيش الليبي يدمّر رادارات ومحطات صواريخ تركية شرقي مصراتة
حذّر الجيش الوطني الليبي، أمس، من قيام قوات النظام التركي بخرق الهدنة ووقف إطلاق النار، وذلك بالتحشيد شرق مصراتة، وأشار المتحدّث الرسمي باسم الجيش، اللواء أحمد المسماري، في بيان نشره على صفحته الرسمية على الفيسبوك، إلى قيام عناصر أتراك بتركيب تقنيات عسكرية من رادارات ومحطات صواريخ للدفاع الجوي، ومدفعية ميدان موجّه ومدرعات مختلفة الأنواع، وأضاف: “بعد رصد واستطلاع متواصل قامت به إدارة الاستطلاع وإدارة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الليبي، تأكد وجود تحشيد كبير للعصابات الإرهابية شرق مصراتة”. وأكد المسماري، وفق البيان، أنه تم تحويل تلك المعلومات الدقيقة لغرفة العمليات العسكرية المختصة، التي بدورها ضمّت هذه الأهداف لبنك الأهداف، ثم أصدرت أمراً بتدميرها على الفور.
وقام البيان بتعداد المواقع والتجهيزات المستهدفة، وهي عبارة عن “محطة رادار تركية نوع كالكان بالقاعدة الجوية مصراتة، مدفعية صاروخية عيار 107 مم في بوابة الستين قرب بوقرين، منظومة صاروخية دفاع جوي تركية نوع ارليكون بالكلية الجوية في مصراتة، ومحطة رادار نوع سكاي قارد، إضافة إلى تجهيزات أخرى.
وأكد البيان أن العمليات العسكرية مستمرة لتدمير باقي الأهداف المنتخبة، والتي تشكّل تهديداً عسكرياً للقوات المسلحة الليبية شرق مدينة مصراتة، وكذلك يعد تحرّك هذه القوة وتركيب هذه القدرات العسكرية الضخمة “التي تعتبر خرقاً للهدنة المعلنة منذ شهر كانون الثاني، وخاصة بعد رصدنا لتهديدات، وتوعّد بمهاجمة الجيش الليبي من قبل قادة العصابات الإرهابية”، وفق نص البيان.
وتزامناً مع التطورات الميدانية، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان إلى الجزائر للبحث في قضايا ثنائية، إضافة إلى الملف الليبي، الذي أصبح في الأسابيع الأخيرة من أوليات الدبلوماسية الجزائرية.
وجاءت هذه الزيارة، الثانية لوزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر منذ نهاية كانون الثاني، بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجنة الاقتصادية المختلطة الفرنسية-الجزائرية (كوميفا)، بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.
وأوضح البيان أن اجتماع لودريان ونظيره الجزائري صبري بوقادوم مثّل “فرصة لتقييم الوضع حول جميع الملفات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري القائم بين البلدين”، وشملت المحادثات أيضاً “القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، لا سيما الملف الليبي وآخر التطورات في الشرق الأوسط”، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وكثّفت الجزائر، التي تتقاسم ألف كيلومتر من الحدود مع ليبيا، تحركاتها الدبلوماسية مؤخراً في محاولة لإيجاد تسوية سياسية لنزاع يهدد الاستقرار في المنطقة.
وعرض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في كانون الثاني استضافة “حوار” بين جميع الأطراف الليبية من أجل تشجيع المفاوضات الرامية إلى إخراج ليبيا من الأزمة.
كما أن مصادر دبلوماسية إفريقية وأوروبية أفادت أن وزير الخارجية الجزائري الأسبق رمطان العمامرة مرشّح لتولي منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا خلفاً للبناني غسان سلامة الذي استقال مطلع آذار الجاري.
كما اجتمع ثلاثة رؤساء أفارقة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي وممثّلون عن كل من الأمم المتحدة والحكومتين الجزائرية والمصرية في جمهورية الكونغو في محاولة لتسهيل الحوار بين أطراف النزاع الليبي، وقال رئيس الكونغو دينيس ساسو، مضيف الاجتماع الذي عقد في أويو شمال العاصمة برازافيل: إنه “بمناسبة هذا الاجتماع، يتعيّن علينا أن نبعث برسالة لا لُبس فيها حول تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية الشاملة بين الأطراف الليبيين”، وأضاف: “إن قناعتنا في هذا الصدد تدعو إلى تشكيل عادل لهذه الهيئة”.
وشارك في الاجتماع إلى جانب الرئيس الكونغولي نظيراه الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا والتشادي إدريس ديبي اتنو، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، ورئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ماريا لويزا ريبيرو فيوتي.
وهذا ثاني اجتماع تستضيفه الكونغو منذ قمة برلين حول ليبيا في كانون الثاني، وعقد الاجتماع الأول في برازافيل في 30 كانون الثاني، وقد أعربت يومذاك الجزائر، التي تدعو كغيرها من بلدان القارة إلى وضع حد للتدخّل الأجنبي على الأراضي الليبية، عن رغبتها في استضافة الحوار بين الأطراف الليبيين.
وأمس، قال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد: مجدّداً “حان الوقت لجمع الشعب الليبي لكي يتصالح”، وأضاف: “منذ 2011، لم يبق شيء إلا وقيل وكتب عن ليبيا، لكن لم يتم تنفيذ سوى القليل جداً، والأزمة تطول وتطول”.
من جهته قال الرئيس التشادي: إن “الأزمة في ليبيا لا تنفك تتخذ في كل يوم منحنيات مأسوية تتسم بتدخّلات عسكرية خطيرة”.