مصدر تعليمي أساسي ورؤية جديدة شبابية “الفضائية التربوية”تحت مجهر التصويب والتطوير

لم تكن القناة الفضائية التربوية بعيدة عن رؤية وزارة التربية التطورية، وذلك انطلاقاً من كونها قناة تعليمية تربوية تخاطب شرائح مختلفة من المجتمع، إضافة إلى أنها تكتسب ميزة الناطق الإعلامي للوزارة، حيث جاءت اسـتجابـة لمتطلبات نوعيـة تحتـاج إليها العمليـة التربـويـة والإعـلام التربوي وتبث برامـج دوريـة ونـدوات تعليميـة لأكثـر مـن أربعة ملاييـن طالب داخـل القطـر، إضافـة إلى آلاف الطلاب الموجوديـن في الدول المحيطـة.

انتقادات وملاحظات
من هنا أدرك المعنيون في التربية ضرورة النهوض بواقع عمل “القناة” ولاسيما في ظل انتقادات وملاحظات على عملها وطريقة تقديم البرامج، حيث يوضح بعض المختصين التربويين الذين يظهرون على شاشة القناة أنهم ليسوا بحاجة إلى التحضير لعنوان الحلقة أو الندوة أو البرنامج لأن القناة ليست متابعة بشكل كافٍ، حتى إن هناك تربويين لا يتابعونها بالأساس.
ويعتبر خبراء أن غياب النوعية الجيدة للمذيعين وطريقة إدارة الحوار أدّيا إلى التقليل من أهمية القناة، إلا أن وزارة التربية وضعت في سلم أولوياتها التطويرية النهوض بواقع عمل القناة وخاصة أن وزير التربية عماد العزب أكد أهمية وضع خطة لعمل القناة وتقييم أدائها من خلال التشاركية مع المعنيين في الوزارات والإعلاميين والطلاب وأهاليهم والأطر الإدارية والتدريسية، وذلك خلال ورشة عمل حملت عنوان “الفضائية التربوية السورية… رؤية جديدة لجيل شاب طموح”، مشدّداً على ضرورة الأخذ بمقترحاتهم البنّاءة لتصويب مسار عملها، لتكون نتائج الورشة البوصلة الأساسية في عمل القناة واسـتثمار أنظمـة الاتصـال والمعلومـات في الإعلام التربوي والتعليمـي.

رصد تربوي
ومع اهتمام المعنيين في الوزارة بتطوير عمل القناة رصدت “البعث” آراء مدرسين وطلاب حول أداء القناة ومدى متابعتها، حيث لم يخفِ عدد من المدرسين والطلاب عدم متابعتهم للقناة وبعض الطلاب لم يسمع بها، مبررين ذلك بغياب الترويج والإعلان عنها في المدارس بالشكل الصحيح، كما اعتبر مدرسون أن هناك انتقائية في طريقة اختيار المدارس من أجل تسليط الضوء على الأنشطة المدرسية.
في الوقت الذي أجمع فيه الكثير من المدرسين والطلاب على أهمية القناة لأنها محطة تحمل الكثير من المواضيع المهمة التي تفيد شريحة كبيرة من مجتمعنا وأطفالنا وطلابنا الذين يتابعون بشكل واسع برامج القناة التعليمية والترفيهية وكذلك برامج الأطفال.‏ ويرى تلاميذ في الحلقة الأولى أن برامج القناة مفيدة لنا وبالأخص التعليمية، حيث نجد في بعض الأحيان تفسيراً واضحاً لكل ما يدور بأذهاننا وهذا يعطينا الثقة بما يقدم بها من برامج تعليمية.

مواكبة التطوير
ويؤكد متابعون تربويون أن القناة في الآونة الأخيرة عملت على رفع مستوى البرامج بما يواكب تطوير المناهج والخطة التربوية، وخاصة الندوات والدروس التعليمية للطلاب ما يغني عن الدروس الخصوصية لأن هذه الندوات توفي بالغرض المطلوب والغاية المرجوة ولاسيما مع وجود الاتصالات والنقاشات بين الأساتذة والطلبة وإعطاء الوقت الكافي للطالب أثناء الاتصال لفهم الجواب من مديري الندوة.

رفع الكفاءة
ولفت مدير القناة الفضائية التربوية وائل شاهين إلى اهتمام الوزارة بتنشـيط عمـل الفضائيـة مـن خـلال تحقيـق برامـج تربـويـة إعلامية إثرائيـة متخصصـة تسـاهـم فـي رفـع إمكانـات الطلـبـة والمربيـن ومواكبـة التطـور العلمـي والتكنولـوجـي المسـتمـر ونشـر اللغـة العربيـة لغيـر الناطقيـن بهـا وتقديـم برامـج متنـوعـة لإغنـاء معارف المعلمين والمربيـن وخبراتهـم وتطويـر مهاراتهـم الفرديـة ومواكبـة برامـج التعليـم لتعميـق التأهيل التربـوي للمعلـميـن والمدرسـين وتقديـم الخدمـات التربـويـة لكل أبنائنـا، معتبراً في حديثه لـ”البعث” أن وجـود فضائيـة تربـويـة متخصصـة يعنـي وجود محطـة تعكـس السياسة والاستراتيجية التي وضعتها وزارة التربيـة لتحقيـق الأهـداف التربويـة والسـلوكيـة والتنمويـة، حيث ترتكـز خطـة التطوير وخاصة بعـد انعقـاد مؤتمـر التطويـر التربـوي على تطويـر للمناهج بشـكل مسـتمر لجميع المراحـل الدراسـية لـرفـع الكـفـاءة النـوعيـة للمخرجات التعليميـة نظـراً لأن تطويـر أي منهاج يسـتدعي بالضرورة وضع كتـب تنفذهـا طرائـق وخطط التدريس ووسائط تعـلـم متعـددة من بينهـا إعـداد البرامج التعليميـة التلفازيـة وفـق متطلبات وأسس تربـويـة محـددة تدعـم عمليـة تطويـر المناهـج.

تعاون مستمر
وأشار شاهين إلى تعاون مستمر للفضائيـة التربـويـة مع الهيئـة العامـة للإذاعـة والتلفزيـون في أمـور عـدة (نقـل أحـداث وطنيـة مهـمـة وأحـداث رياضيـة……)، حيث كانت مـع تردّدها ومعداتها احتياطـاً فعالاً عنـد اللـزوم للهيئـة العامة للإذاعـة والتلفزيـون، ولقـد تـم ذلك فعليـاً مـع تزامن التهديدات الخارجيـة للبلاد فيمـا مضـى، مؤكداً أن القناة تسـعى إلى تطويـر البرامج وخطة العمـل لتتناسـب مـع حاجات ورغبات الجمهـور المستهدف في الوصـول إلى المعلومـة والفائـدة والمتعـة من خـلال متابعـة برامجهـا الجديـدة وخاصة في فتـرة الامتحانات العامـة من خلال خطط بـث مكثفـة لبرامج وفـواصـل توجيهية (مثلاً التعامل مـع الورقـة الامتحانيـة) وبـث دروس تعليميـة ونـدوات لمساعـدة أبنائنـا الطلبـة والإجابة عـن أي استفسارات لديهـم والحـد من ظاهـرة الدروس الخصوصيـة لتخفيف العبء عن كاهـل الأسرة وبثهـا على الشاشـة التربـويـة، إضافـة إلـى صـفحـة التربـويـة على فـيـسـبوك والقنـاة التربـويـة على يوتيـوب لتكـون متوفـرة لكـل مـن يرغب بمتابعتها وفي أي وقـت من الجمهـور المسـتهدف.

نشاطات ومواهب
وحول ردّه على ملاحظات البعض فيما يتعلق بالانتقائية في اختيار المدارس، بيّن شاهين أن القناة على تواصل مفتوح ودائم مع مديريات التربية في المحافظات وتقوم بتسليط الضوء على كل ما يردها من المديريات حسب الإمكانات المتاحة، ومتابعـة جميع النشاطات التربويـة في كـل مديريات التربيـة، إضافـة إلى تقديـم الدروس التعليميـة والندوات التعليميـة والتربويـة والنـدوات الخاصـة والمباشـرة، إضافة إلى استضافة مجموعـة مـن المختصين التربوييـن والمواهـب الشـابـة لإلقاء الضـوء عليهـا، وكذلك بعـض البرامـج الرياضية والأفـلام الوثائقيـة والبرامـج الوطنيـة والعلميـة والصحيـة والثقافيـة ودرامـا الأطفال والتقاريـر والتغطيات الخاصـة والبرامج اليوميـة والوثائقيـة والثقافيـة المنوعـة.

هوية وطنية
ولم يغفل شاهين توجيهات الوزارة بالتركيز على قضايـا التوعيـة والتثـقـيـف والتعليـم والهويـة الوطنيـة والتماسـك الاجتماعـي والانتمـاء للـوطـن والتركيـز علـى التعليـم بكل مراحلـه ومناهجـه ومحتوياتـه كربـط التعلـيـم بـسـوق العـمـل، مضيفاً: إن الفضائيـة التربـويـة أصبحـت مصدراً تعليميـاً أساسياً لأعداد كبيـرة مـن أبنائنـا ممـن حرمـوا من التعليـم وأولئـك الذيـن لا طاقـة لهـم على تحمّـل أعباء الدروس الخصوصية، إضافـة إلى دورهـا الأساسي المكمـل للمناهـج المطـوّرة من خـلال المشاركـة في إعـداد وتأهيـل المعلـم وتدريبـه وإطلاعـه على مستجدات العلوم التربويـة، إضافـة إلى أنهـا مصـدر معتـمد من الوزارة للأخبار التربـوية الموثوقـة التـي تهـم المواطنيـن والتربيـة.
يشار إلى أنه وبنـاءً على قـرار رئاسـة مجلـس الـوزراء القاضي بتعليق دوام المدارس لغاية 2/4/2020 انطلاقاً من حرصها على عدم انتشار وباء كورونا، فقد وجّـه وزيـر التربية بمواكـبـة الفضـائـية التربــويـة لتعويض الفاقد التعلـيـمـي للمدارس خلال هـذه الفتـرة من خـلال بـث دروس تعلـيـميـة وندوات لمراحل التعليم كافة بشـكل مكثـف ومدروس وبالتعـاون والتنسـيق بين مديريات الوزارة.
علي حسون