صمت رياضي
الصمت الرياضي القسري الذي فرضته الإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بفيروس كورونا لا يجب أن يقتصر على توقف النشاط والبطولات والتدريبات، وغيرها من الفعاليات الرياضية ، بل يجب أن تتبعها إجراءات إضافية وقائية تبدأ بحملات نظافة وتعقيم للمنشآت الرياضية والأندية، وتنتهي بإجراءات صارمة بما يخص تنفيذ قرار إغلاق البيوتات الرياضية الخاصة، وصالات الايروبيك، وغيرها من المراكز الرياضية، وهي مسؤولية تقع على عاتق اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي، والمطلوب منها تشكيل لجان مراقبة ومتابعة بالتنسيق مع اللجان المختصة لمنع التجاوزات بهذا الخصوص تجنباً لأي خطر قد ينتج عن سوء تقدير أو إهمال.
على الطرف الآخر نجد أن توقف النشاط الرياضي فرصة مهمة للقيادة الرياضية عموماً، وكل المفاصل الرياضية، لإجراء مراجعة متأنية للواقع الرياضي، وبالتالي وضع أسس ومعايير جديدة للانطلاق مجدداً وفق رؤية طموحة تسهم في تذليل المعوقات التي تعترض مشروع النهوض الرياضي، وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة وأهمية إحداث تغيير حقيقي في الشكل والمضمون والمردود يوازي ما حدث من تغيير جوهري في البناء الرياضي على مستوى قيادة المنظمة والاتحادات واللجان التنفيذية والأندية أيضاً، وكخطوة أولى من المفيد الاستفادة من هذا التوقف لإعادة النظر كلياً في خريطة العمل الرياضي، أفقياً وعامودياً، تنظيمياً وإدارياً ومالياً واستثمارياً، ووضع الرؤى المستقبلية لتحديث البنية الرياضية، وتطوير المسابقات والبطولات، ومنح الدعم الكافي للاتحادات الرياضية والأندية واللجان التنفيذية، وكسر كل القيود التي تعيق تقدم رياضتنا نحو الأمام، ومن المهم أيضاً الاستفادة من الوقت الذي يفصلنا عن استئناف النشاط الرياضي لإعداد الدراسات المطلوبة لمعالجة الملفات العالقة، والسعي لخلق بيئة رياضية ناشطة وفاعلة تعوض ما خسرته رياضتنا سابقاً.
معن الغادري