أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
تلك السمراء الحنطاوية
تملك مفاتيح خمس جناتٍ من عدن
وقفلاً من خشب الزيتون المعرّق برحيق الرطب الجنيّ
ورثته عن أجدادها
الذين قصدوا الشام قبل ولادة الأزلِ بساعة
يوم انهدّ السدُّ في مأرب
وفاض بدموع الملائكة وحنين العاشقين
وريثةُ بلقيس مربيةٌ للهدهد الرسول
حين تمشين على أديم الأرض.. وقلبي
تُشفى تشققات التربة وتسكن آلام الجرحى
ومواويل الحصادين والزرع في سنابلها يأبى السقوط
حتى الأموات يرفعون شواهد القبور من فوق جباههم ويبتسمون
كيف لايبتسمون يا أمي
والشهداء منهم ثملون بك
وقد ضحوا بحيواتهم الأولى
لأجل أرض أنبتت نساء مثلك
نقش سكان إيبلا في عيونها
كل مفردات حضارتهم ورُقمهم الطينية
وصبّوا خمر الخوابي المعتّق.. العليل
وشرحوا للعالم الهمجيّ تفاصيل قطاف الزيتون
وأساليب زراعة كروم العنب واللبلاب
وكيف ندهن بالدم بتلات شقائق النعمان
فوقك سماء ملأى بالغمام الحالم
يتفنن في الانهمار فوق كفيك المفتوحتين للدعاء
ولاحتضان ذكرى وجه أبي المتعب كل مساء
وثغرك المبتهل المتبتل
آه من ثغرك المبتهل المتبتل
مانبس قط إلا بجمال بنات الشفاه
لست قديسة
ولا نبية
ولا مولاة
ما أنت إلا لحظة حقيقة
مرت بها تلك الأرض
فصبك الله فيها رحمة من حناياه
رامز حاج حسين