أخبارصحيفة البعث

 “كورونا”.. هل يخدم ساندرز؟

 

منذ رفع الستار عن الانتخابات الأمريكية، أصبح السياسي الشعبي السيناتور بيرني ساندرز، ذو الـ 79 عاماً، أول مفاجآت الترشيحات، حيث بات المنافس الرئيسي لنائب الرئيس السابق جو بايدن، متقدّماً على عمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ الذي يبدو أن حملته قد توقفت. لقد تسبب السباق الشديد في قدر كبير من عدم اليقين بشأن أي ديمقراطي سيواجه الرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني القادم.

نجح ساندرز في اجتذاب العديد من الناخبين، بما في ذلك العديد من الشباب من خلال طروحاته الاشتراكية الديمقراطية، ولا سيما الرعاية الصحية للجميع، والتعليم الجامعي بأقل تكلفة والسكن الأفضل للمحتاجين. لقد فوجئ الناس بصعود ساندرز نظراً لأن الولايات المتحدة تؤيد المنافسة الحرة والحقوق الفردية، حيث تظهر شعبيته أن الكثير من الناس يرغبون في الحصول على نوع من المساواة على غرار بلدان أوروبا الشمالية مثل السويد والدنمارك. لكن مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز دعا الديمقراطيين إلى الاتحاد وإيقاف ساندرز، فهل الولايات المتحدة مستعدة حقاً لتغيير مسارها؟.

تأتي الانتخابات التمهيدية في وقت حساس الآن بعد ظهور عدوى فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة، ومن غير المحتمل أن يكون نظام الرعاية الصحية الأمريكي قادراً على التعامل مع وباء يتفشى، لأن الكثير من الأمريكيين ذوي الدخل المنخفض ليس لديهم تأمين صحي، أو ما يكفي من المال لدفع تكاليف العلاج اللازم. يعتقد البعض أن انتشار فيروس كورونا سيكشف عيوب نظام الرعاية الصحية الأمريكي، وبالتالي سيقدّم لساندرز صنيعاً.

إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ساندرز سيفوز بترشيح حزبه. فخلال حملته الانتخابية عام 2016 للترشيح الديمقراطي، حصل على دعم 71 في المئة من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وتعكس شعبيته قلق الولايات المتحدة بشأن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتزايد عدم المساواة الاجتماعية. هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستصبح دولة رفاهية قوية مثل بعض البلدان الاسكندنافية، ومع ذلك فإن ظاهرة ساندرز في الولايات المتحدة تُظهر أن نظام الرعاية الاجتماعية الأكثر عدالة قد أصبح توجهاً في الحكم في القرن الحادي والعشرين.

كان يتم تقييم التنمية والحكم في الدولة حسب مستوى دخل مواطنيها. يقول أمارتيا سين، الذي حصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1998: إن الانقسام المتزايد بين الأغنياء والفقراء الذي كان يمثّل مشكلة في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، هو جانب رئيسي من جوانب عدم المساواة، مضيفاً: “مع ازدياد عدم المساواة، فإن مستوى المعيشة أسوأ بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في أسفل السلم الاقتصادي عما كان سيحدث في ظل اللا مساواة النسبية”.

عناية ناصر