“حركة عرجاء”
الانشغال الحكومي والشعبي على السواء وعلى مدار الساعة بالوباء العالمي، مستر كورونا، وبالإجراءات الاحترازية والاستباقية للتصدي له، لم ينجح في إخفاء ما يجري في نادي الحرية من سجال يومي، وصراع بين أقطابه، والذي سرعان ما تحول في الأيام الأخيرة إلى العلن، حيث تجاوزت الخلافات الشخصية درجة متقدمة لم يعد ممكناً السكوت والتغاضي عنها نتيجة تفاقمها وتأثيرها السلبي والمؤثر على الواقع الإداري والفني للنادي.
الكل في النادي يجمع على أن المشكلة الأساس تكمن في حالة الأنا المتورمة والمتزايدة في الآونة لدى البعض ممن يظنون أن النادي ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، ولهم الحق وحدهم فقط في التصرف بمقدراته وإمكاناته.
المشكلة الأكثر تعقيداً التي تواجه النادي حالياً تكمن أيضاً في حركته العرجاء، وكثرة المطبات المصطنعة التي خلقت واقعاً فوضوياً وغير متوازن دفع بالحلول حتى الإسعافية إلى التأجيل مجدداً، ما يعكس حقيقة ضعف الأداء الإداري، وغياب الجدية في التعاطي مع الأزمات المتراكمة والمتلاحقة عن قصد أو غير قصد، مادامت المشكلة قائمة، وتأثيراتها تنعكس سلباً على الأداء والمردود.
ولعل إصرار البعض على الإمساك بمفاتيح النادي، والعبث بمقدراته، بالإضافة إلى ما طفا على السطح من خلافات جوهرية وحادة حول قضية استثمار مقصف ومسبح النادي، وكيل الاتهامات المتبادلة، يوضح بما لا يدع مجالاً للشك وجود نوايا مسبقة قد لا تخدم مصلحة النادي راهناً ومستقبلاً، وأن هناك من يسعى لإدارة هذا الملف تحديداً في اتجاهات معاكسة، ومسارات متعرجة.
وبعيداً عن التشكيك، وبالنظر إلى حجم ما يواجهه النادي من أزمات وخلافات شخصية بحتة، نرى أن النادي بات بحاجة ماسة إلى عمليات تطهير وتعقيم مركزة تجنبه خطر البعض، وترفع عنه الضرر والأذى الناتج عن التفرد بالقرار والسيطرة المطلقة من أشخاص بعينهم بحاضره ومستقبله، فهل نشهد تغييراً حقيقياً يصوب مسار النادي ويضعه على السكة الصحيحة؟.
معن الغادري