إسبانيا تسجّل رقماً قياسياً جديداً في عدد الوفيات
سجّلت اسبانيا، ثاني دولة أكثر تضرراً بوباء كورونا المستجد في أوروبا، رقماً قياسياً جديداً لعدد الوفيات الناجمة عن الفيروس لترتفع الحصيلة الإجمالية لديها الى 2696 وفاة. وبحسب هذه الأرقام، التي نشرتها وزارة الصحة، فإن العدد الإجمالي للحالات المؤكّدة ارتفع بنسبة 20 بالمئة ويقترب من 40 ألف حالة مع تسجيل 39673 حالةً حتى الآن، فيما تزيد السلطات من اجراء الفحوصات.
وقال مدير مركز الطوارىء الصحية فرناندو سيمون: “نحن في الأسبوع الصعب الذي نتوقّع خلاله معرفة ما اذا سنتمكن بفضل اجراءات عزل السكان من بلوغ مرحلة ذروة الوباء والبدء بان نشهد تراجع عدد الحالات”، وتابع: في كل أنحاء البلاد بلغ عدد المرضى في العناية الفائقة 2636، فيما بلغ عدد الاشخاص الذين تماثلوا للشفاء من المرض 3794، وأضاف: “لحسن الحظ، لدينا يومياً عدد حالات شفاء أكثر مقارنة مع العدد الاجمالي للوفيات”.
ولا يسمح للإسبان إلا بالخروج من بيوتهم بشكل فردي، مع الإبقاء على مسافات في ما بينهم، وذلك لشراء الحاجيات الأساسية أو الذهاب إلى العمل في حال تعذّر العمل عن بعد أو لتنزيه كلابهم لفترة قصيرة. ولم تستبعد السلطات مع ذلك اتخاذ إجراءات أكثر حزماً، آملةً بلوغ الوباء ذروته في الأيام المقبلة.
والضغط على النظام الصحي الذي أغرق مع إصابة 5400 من العاملين في المجال الطبي، سيواصل التفاقم طالما سيدخل مرضى جدد الى المستشفيات كما حذر فرناندو سيمون، والذي أضاف: إن حالات إصابة العاملين في القطاع الطبي ناجمة جزئياً عن نقص تجهيزات الوقاية “في بعض المناطق”، لكنه أكد صعوبة الحصول على هذه المستلزمات على المستوى العالمي.
ومنطقة مدريد هي الأكثر تضرراً بالفيروس في البلاد مع 1535 وفاة أي 57 بالمئة من اجمالي عدد الوفيات و12352 حالة إصابة (31 بالمئة من الاجمالي).
وخلال اليوم العاشر من بدء سريان تدابير الحجر المنزلي في كامل البلاد، كان حي الأعمال في مدريد خالياً من المارة، ولا جموع في أي مكان سوى داخل المستشفى المجاور، حيث توفي خمسة مرضى جراء الفيروس المستجد، وفق تأكيد أحد الممرضين.
ويمكن تلمّس الازدياد في عدد الإصابات من خلال الحركة المستمرة لسيارات الإسعاف التي تجوب الطرقات حتى من دون إطلاق صفاراتها في شوارع مقفرة وهادئة على غير عادتها في المدينة التي تعد 6.5 ملايين نسمة.
وعلى مداخل قسم الطوارئ في مستشفى حي لا باز الجامعي، يجري تحميل عشرات أجهزة التنفس وسط حركة لا تهدأ لأطباء يدخلون ويخرجون باستمرار بأقنعتهم الواقية وقفازاتهم إلى خيمة بيضاء مقامة حديثاً.
وتقول متحدثة باسم المستشفى: “نستقبل مرضى قد يكونون مصابين بفيروس كوفيد 19 من دون أعراض قوية”. كذلك “تصلنا بزات واقية وكمامات” للطواقم الطبية “لكن ثمة نقص مستمر”.
وفي ظلّ وصول خدمات الجنائز الى أقصى طاقاتها، قرّرت مدريد تحويل مركز كبير للتزلج على الجليد في أحد المجمعات التجارية في العاصمة إلى مشرحة.
واعترف رئيس بلدية مدريد خوسيه لويس مارتينيز ألميدا على شاشة التلفزيون العام بقوله: “ليس لدينا القدرة اللوجستية للتمكن من تنفيذ عمليات الدفن وحرق الجثث نظراً للوتيرة التي تحصل فيها الوفيات”.
وحوّلت أيضاً قاعات المعارض الكبرى في مدريد إلى مستشفيات ميدانية مع 1500 سرير وقدرة استيعاب حتى 5500 سرير.
كما يواصل الجيش تعقيم دور رعاية المسنين والمؤسسات المخصصة للسكان الضعفاء للغاية حيث تمّ تسجيل عشرات الوفيات، وعثر الجنود على جثث في “بعض المساكن”، كما أكد رئيس هيئة الأركان ميغيل انخيل فيلارويا. وفتحت النيابة العامة الإسبانية تحقيقاً في هذه القضية.
وقال مسؤول الشرطة الوطنية خوسيه أنخيل غونزاليس إنه بالإضافة إلى أنشطة مراقبة احترام اجراءات العزل، يتعيّن على الشرطة تحديد أماكن وجود مرضى أدخلوا الى المستشفى “وغادروها بدون تلقي الموافقة الطبية” للخروج ويمكن بالتالي أن يتسببوا بالعدوى لأشخاص آخرين.