بدءاً من السبت.. إيران تستأنف أنشطتها الاقتصادية!
في وقت لاتزال الولايات المتحدة الأمريكية تراهن على وباء كورونا لإخضاع إيران وثنيها عن مواقفها، بعد فشل كل أساليب الحصار والتهويل، وحتى الاغتيال، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستستأنف الأنشطة الاقتصادية المنخفضة المخاطر بدءاً من يوم السبت المقبل. إعلان لاشك له مدلولات كبرى على مستوى العالم وليس فقط المنطقة، فإيران تعرّضت ومازالت خلال حملتها لمواجهة وباء كورونا إلى إرهاب اقتصادي وطبي غير مسبوق من واشنطن أدى في كثير من المحطات إلى منع شحنات الأدوية من الوصول إلى البلاد تحت بند العقوبات، ومع ذلك تمكنت بقدراتها وبإمكاناتها الذاتية من مواجهة موجة انتشار الوباء وتسجيل نقلات نوعية في الكشف عن المصابين أو علاجهم، واليوم تعلن عن قرب استئناف إنتاجها الصناعي، ما يعني أنها بدأت تدريجياً التعافي من الوباء، والدخول في نادي الدول التي تمكنت من كبح جماح الوباء الخطير والسيطرة عليه.
وخلال اجتماع المجلس الوطني لمواجهة كورونا أكد الرئيس روحاني أن الأعمال مرتفعة الخطر والمدارس والأماكن الدينية ستبقى مقفلة حتى الثامن عشر من الشهر الحالي، بالتوازي مع مراعاة الإجراءات الصحية، وأوضح أن استئناف هذه المشاغل والأعمال لا يشكل مخاطرة فيما يخص الإجراءات المتخذة ضد انتشار كورونا، وستلتزم هذه المشاغل بالتعليمات الصادرة من وزارة الصحة، مشدداً على أن عودة بعض المشاغل والأعمال والنشاطات الاقتصادية لا يعني نسيان التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي، فعلى كل فرد أن يلتزم البقاء في بيته ما دامت ليست هناك ضرورة للخروج.
وفيما يتعلق بدوائر الدولة، أعلن روحاني أن “هذه الدوائر ستستأنف عملها ابتداء من الأسبوع القادم بحضور ثلثي الكادر، على أن يتمتع الثلث الباقي بإجازة وبالتناوب، ويكون الدوام من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية بعد الظهر”.
وكان روحاني قد أشار إلى نجاح المرحلة الأولى والثانية من مشروع التباعد الاجتماعي من أجل مكافحة كورونا، قائلاً: “سوف نمضي في الخطوة الثالثة وهي التباعد الاجتماعي الذكي، ويجب أن نقوم بإعداد وصياغة الإحداثيات الخاصة بهذه المرحلة”.
بالتوازي، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني حسين نقوي: إنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بفيروس كورونا وتتعاون دوله لمواجهته فإن الولايات المتحدة تواصل مضاعفة العقوبات الأحادية على بلاده، وأشار نقوي إلى “أن هذا الأمر يفضح سلوك واشنطن الذي يولي الأهمية للمصالح على حساب حياة الإنسان”، داعياً الأمم المتحدة إلى التدخل للضغط على واشنطن ورفع العقوبات.
من جانبه، وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني موقف الولايات المتحدة المعرقل لمنح إيران التسهيلات المطلوبة من صندوق النقد الدولي بأنه “جريمة ضد الإنسانية”، وقال في تغريدة نشرها على موقع تويتر: “إن حظر السلع الصحية خطوة غير شرعية وانتهاك لحقوق الإنسان وعداء سافر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الشعب الإيراني”.
وكان مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاقتصادية محمد نهاونديان أكد مؤخراً أن الكثير من الدول الأوروبية وافقت على منح إيران قروضاً من صندوق النقد الدولي فيما صعّدت الولايات المتحدة من ضغوطها في هذا المجال.
في الأثناء، انتقد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ضد الدبلوماسيين الإيرانيين، وقال في تغريدة له تعليقاً على تلك التصريحات: إن العالم يشهد أن إرهابيي المخابرات المركزية الأمريكية تبوؤوا منصب وزير الخارجية والمناصب الدبلوماسية إلا أن الدبلوماسيين الإيرانيين هم حقاً دبلوماسيون.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أكد أن الدبلوماسيين الأمريكيين متورطون ومنشغلون منذ فترة طويلة في الانقلابات وتسليح الإرهابيين والتحريض على العنف ودعم عصابات المخدرات والبلطجة على الحكومات والشركات والتجسس حتى على حلفاء الولايات المتحدة.