الصفحة الاولىصحيفة البعث

بوتين: توحيد الجهود لحل الأزمة وإعادة بناء الاقتصاد السوري المعلـــم لـ “ديمستورا”: الدستــــور شــــأن ســــيادي بحــــت يقـــــرره شعبنـــــا

وسط أجواء محاولات الغرب فرض حلول سياسية للأزمة على مقاس مصالح بعض الدول التي ساهمت في الحرب على سورية، وضع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا في صورة الرؤية السورية للحل والذي يراعي مصالح شعبنا، حيث أكد المعلم دعم سورية للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مشدداً على أن إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور الحالي يجب أن يراعي المبدأ المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمتمثل بضرورة الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها أرضاً وشعباً، وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده، وذلك باعتبار أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي. في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة توحيد الجهود الدولية لحل الأزمة في سورية، وتقديم المساعدة الإنسانية، وإعادة بناء الاقتصاد السوري تخلق الأجواء والظروف الملائمة لعودة المهجرين.
موقف الدول الضامنة التي عقدت أمس اجتماعاً في موسكو على مستوى نواب وزراء الخارجية، جاء متماهياً مع الموقف السوري، وأكدوا في ختام اجتماعهم أن المشاركين في المشاورات اتفقوا على تسريع وتيرة العمل لحل الأزمة في سورية بمراعاة مصالح جميع السوريين بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254. في وقت أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القمة الدورية القادمة لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا ستنعقد في روسيا، فيما شدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على أن أعمال الغرب في الشرق الأوسط أدت إلى زعزعة أوضاعه وانتشار الإرهاب.
وفي التفاصيل، استقبل وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين قبل ظهر أمس ستيفان ديمستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق.
وجرى خلال اللقاء بحث الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سورية، ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية، ولجنة مناقشة الدستور الحالي التي تم بحثها في اللقاء الأخير الذي جمع الوزير المعلم والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية والمغتربين استمرار دعم سورية للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مشيراً إلى أن سورية تعاطت بكل إيجابية مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي وعملية تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي، ومشدداً على أن إطلاق عمل هذه اللجنة يجب أن يراعي المبدأ المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية، والمتمثل بضرورة الالتزام القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها أرضاً وشعباً، وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده، وبناء عليه فإن كل هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية، وذلك باعتبار أن الدستور، وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره الشعب السوري بنفسه دون أي تدخل خارجي تسعى من خلاله بعض الأطراف والدول لفرض إرادتها على الشعب السوري.
بدوره قدّم المبعوث الخاص عرضاً للقاءات التي أجراها والنشاطات التي قام بها مؤخراً من أجل تنشيط العملية السياسية، وتشكيل لجنة مناقشة الدستور، مشيراً إلى أنه بذل خلال السنوات التي قضاها بصفته المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة قصارى جهده للتوصل إلى حل سياسي في ظل ظروف معقدة.
وقد اتفق الجانبان في نهاية المباحثات على استمرار التواصل بينهما من أجل بحث الأفكار التي من شأنها دفع العملية السياسية قدماً.
حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب الوزير، والدكتور أيمن سوسان معاون الوزير، وأحمد عرنوس مستشار الوزير، ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.
إلى ذلك، دعت الرابطة السورية لمنظمة الأمم المتحدة المنظمة إلى الاضطلاع بدور فاعل في مساعدة سورية بالقضاء على الإرهاب، وتجاوز تداعياته، وإجلاء أي وجود غير شرعي على أراضيها.
وأكدت الرابطة في رسالة وجهتها إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة أن السلم الذي أنشئت من أجله المنظمة لا يزال بعيد المنال، مشيرة إلى أن سورية كان لها نصيب كبير من المآسي الناجمة عن انعدام هذا السلم، ولفتت الرابطة إلى ضرورة خروج أي وجود عسكري غير شرعي على الأراضي السورية، والمساعدة في عودة المهجرين السوريين جراء إرهاب التنظيمات الإرهابية، وإلغاء الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المتخذة ضدها من قبل دول ساعدت الإرهاب، وطالبت الرابطة الأمم المتحدة بتحديد مسؤوليات دول وهيئات غير حكومية كان لها دورها في الإرهاب الذي وقع على سورية.
في الأثناء، بحث ممثلو الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا وإيران والنظام التركي) في موسكو تطورات الأوضاع في سورية وحل الأزمة فيها.
وجاء في بيان للخارجية الروسية: إن الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا أجرت مشاورات في موسكو بمشاركة كل من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين وكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، ولفتت إلى أن المشاركين في المشاورات اتفقوا على تسريع وتيرة العمل لحل الأزمة في سورية بمراعاة مصالح جميع السوريين بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
ويؤكد القرار 2254 أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي، وأن التنظيمات الإرهابية خارج أي عملية سياسية.
وأشار البيان إلى أن الأطراف بحثت تطورات الأوضاع في سورية على الأرض بصورة مفصلة إلى جانب مجمل القضايا المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها وفقاً لقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري المنعقد في مدينة سوتشي الروسية.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القمة الدورية القادمة لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا ستنعقد في روسيا، وقال لافروف خلال لقائه في موسكو نواب وزراء خارجية الدول الضامنة: إن جميع المراقبين يعترفون بأن صيغة أستانا هي الأكثر فعالية للتقدم على جميع مسارات تجاوز الأزمة في سورية.
وكانت القمة السابقة للدول الضامنة لمسار أستانا عقدت في العاصمة الإيرانية طهران في السابع من أيلول الماضي.
كما بحث لافروف مع جابري أنصاري وأونال الوضع في سورية، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: “تمّ في سير اللقاء الإعراب عن التمسك بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، كما تمّ التأكيد على وجوب أن يحدد السوريون مستقبلهم بأنفسهم ضمن أطر عملية سياسية يتولون إجراءها”.
بدوره أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا ترحّب بأي شكل للتعاون مع الشركاء والحلفاء يسهم بحل سياسي للأزمة في سورية، مشيراً إلى أن أعمال الغرب في الشرق الأوسط أدت إلى زعزعة أوضاعه وانتشار الإرهاب.
وقال شويغو في اجتماع لكبار الضباط في قيادتي القوات المسلحة لروسيا وبيلاروس في مينسك: تم إحداث انعطاف في الوضع في سورية بمساعدة روسيا، وجرى تحطيم التشكيلات الإرهابية الكبيرة، وتحرير المناطق الأساسية في البلاد، وإعادة المرافق الحيوية المهمة إلى وضعها الطبيعي.
وفي سياق متصل أكدت الأمين العام لاتحاد الشبيبة الشيوعية الكوبية سوسيلي مورفا غونزاليس أن الصمود الأسطوري للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب محل تقدير وإعجاب الشعب الكوبي وشعوب العالم.
وخلال لقاء مع سفير سورية لدى كوبا الدكتور ادريس ميا في دار الضيافة للاتحاد بالعاصمة هافانا، أكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون بين البلدين، وخاصة في مجال الشباب والتبادل الطلابي بما يقوي روابط الأخوة والصداقة بين شباب البلدين، ويزيد من فهمهما للقيم والمبادئ المشتركة بين الشعبين الصديقين.