مصرع 9 مرتزقة جدد في ليبيا.. وأردوغان في مأزق
فيما تسارع البلدان الغربية إلى سحب جيوشها من مناطق الحروب والعودة للتعبئة التي فرضها فيروس كورونا، لا يبدو رئيس النظام التركي مستعداً لإعلان هزيمته سريعاً في ليبيا، حتى لو كلّفه الأمر التخلي عن المرتزقة الإرهابيين الذين أرسلهم خدمة لمصالحه هناك.
وفي هذا السياق أحصت مصادر متطابقة مقتل 9 إرهابيين من “مرتزقة أردوغان” خلال اشتباكات مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على محاور متفرّقة من الأراضي الليبية، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف تلك المجموعات، التي أرسلها أردوغان لليبيا، إلى 165 إرهابي، وأشارت المصادر إلى أن القتلى ينتمون إلى ما يسمّى “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه”، وقد قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.
يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه حدة الاستياء في صفوف المرتزقة، الذين جندّهم أردوغان للقتال إلى جانب ما يسمّى حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، وحرص على إرسالهم إلى ليبيا عبر رحلات جوية سرية من مطار إسطنبول نحو العاصمة الليبية على مر الأشهر الثلاثة الماضية. ويعكس الاستياء الورطة التي وجد أردوغان نفسه فيها مع تزايد تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا حول العالم، وخاصة في تركيا، التي تزداد المخاوف من خروج الوباء فيها عن السيطرة في ظل عجز الجيش عن المساعدة في مكافحة تفشيه أكثر، بسبب بقاء عدد كبير من الجنود خارج الحدود.
بالتوازي، يجد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا صعوبة في إدارة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد داخل البلاد، بعد أن بلغت حصيلة المصابين به نحو 24 ألف حالة، فيما توفي 501 شخص، وهو ما دفع الأصوات المعارضة لانتقاد أردوغان، والمطالبة بعودة الجنود الأتراك للبلاد. وطالب أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول، المدينة الأكثر مُعاناة من الوباء، فرض العزل التام في كامل البلاد واستدعاء الجيش للمُشاركة في مكافحة الوباء، وفرض الحظر على المواطنين على غرار بلدان العالم.
والجمعة، أعلن الجيش الوطني الليبي عن صد هجوم نفذه مرتزقة سوريون على مناطق تمركز قواته في مدينة عين زارة جنوب شرق العاصمة، وقال عضو مكتب الإعلام بـ “قوة عمليات أجدابيا” التابعة لقوات الجيش عقيلة الصابر في بيان: إن “الحشد المليشياوي المدعوم من أردوغان والمرتزقة السوريين حاول مهاجمة تمركزاتنا المتقدّمة بغية استرجاع ما فقده في اليومين الماضيين، ولكن قوة عمليات أجدابيا كبّدت العدو خسائر في الأرواح مع إصابة أحد قادتهم، ويدعي محمد نصر، سوري الجنسية، وذلك من خلال سماع أصواتهم وهم يطلبون النجدة عبر أحد اللاسلكيات”.
وأكد قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، في وقت سابق، أن النظام التركي يواصل نقل مرتزقته من الإرهابيين من شمال سورية إلى ليبيا، مستغلاً وقف إطلاق النار المؤقت في البلاد، ومستمراً بخرق قرارات مؤتمر برلين الدولي، التي أكدت ضرورة وقف التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا.