طهران: لم ولن نطلب المساعدة من أميركا
مرة جديدة تؤكّد طهران أن الضغوط التي تمارسها عليها واشنطن، ومحاولات الحديث عن طلبات إيرانية تحت الطاولة للتواصل واللقاء، لن تدفعها إلى القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات، فإيران أكدت مراراً أن السبيل الوحيد للقاء والحوار هو رفع العقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن، ولذلك، ورغم أن الصعوبات التي تواجهها الجمهورية في مواجهة كورونا إلا أنها لن تطلب أي مساعدة أمريكية كما يروج الساسة في واشنطن، فهي مرفوضة قولاً واحد لأن أحد أسباب تفشي الوباء وعدم محاصرته هو العقوبات والحظر المفروض من قبل أمريكا.
وفي هذا السياق يؤكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن بلاده لم ولن تطلب أبداً مساعدة من الولايات المتحدة في مكافحة كورونا، وقال في مؤتمر صحفي: “ما يهم إيران أن العقوبات الأميركية غير قانونية، وأبلغنا العالم والسلطات الأميركية أن هذه العقوبات قاسية ويجب إزالتها ضمن الظروف الحالية لتتمكن بقية الدول من تقديم المساعدة، وأضاف: “نواجه عقوبات منذ سنوات، لكن اقتصادنا ذاتي، وحاولنا ألا ننتظر رفع العقوبات واعتمدنا على مواردنا الداخلية”، مؤكداً أن “واشنطن تحاول إجبار طهران على قبول المفاوضات معها”.
وقال موسوي: إننا نشاهد الآن الإرباك لدى المسؤولين الأمريكيين في المواضيع المختلفة، بحيث يتصور البعض أحياناً أن أمريكا تخضع لحكومة مزدوجة، الرئيس يقول شيئاً ووزير خارجيته يقول شيئاً آخراً، فيما يذهب المعنيون بالشأن الإيراني الى الكونغرس ليطرحوا أفكاراً مختلفة. مضيفاً: إن المهم هو أن العالم أجمع يقر بظالمية وعدم شرعية الحظر الأمريكي على إيران، وهذا ما أوصلناه الى العالم، وتابع قائلاً عليهم أن لا يعرقلوا وصول المساعدات من الدول الأخرى والمنظمات الدولية، وعليهم أن يتيحوا إجراء المعاملات المالية بسهولة من أجل مكافحة وباء كورونا. ودعا جميع الدول المستقلة والمتحضرة ألا ترضخ لهذا الحظر الظالم وغير القانوني وتعمل على إفشاله. وأوضح أن ايران لم تتقدم بطلب خاص لرفع الحظر بل إن دعوتها عامة وقد أطلقها رئيس الجمهورية ووزير الخارجية والمسؤولين في البلاد، وأشار إلى أن الوزير محمد جواد ظريف خاطب الأمين العام للأمم المتحدة ونظرائه في العالم بهذا الشأن، كما أن محكمة لاهاي حكمت على أمريكا برفع الحظر في الجانب الإنساني.
وكان قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي رفض عروضاً من واشنطن بتقديم مساعدات إنسانية لإيران، أكثر دول الشرق الأوسط تضرراً من فيروس كورونا إلى الآن إذ توفي فيها 3739 شخصاً بينما بلغ عدد حالات الإصابة 60500.
كما أعرب موسوي عن تفاؤل طهران بتفعيل آلية “إنستيكس” ولكنها لا تشمل كل الالتزامات الأوروبية بل هي مقدمة لتنفذ باقي الدول الأوروبية وعودها.
في الأثناء، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العالم كله يمر بظروف عصيبة جراء فيروس كورونا ما يوجب تطبيق البروتوكولات الصحية بدقة داعياً الشعب الإيراني إلى الوقوف إلى جانب الحكومة للخروج من هذه المرحلة الصعبة.
وقال روحاني خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا: إنه ستتم إعادة تشغيل المعامل والورشات الصناعية والإنتاجية بشكل تدريجي وفق البروتوكولات الصحية، مشيراً إلى أن الجامعات والشركات المعرفية الإيرانية تعاونت وقدمت خدمات جبارة على صعيد مكافحة الفيروس كما اتخذت الحكومة الإيرانية قرارات بتنسيق التسهيلات والمساعدات التي تقدمها المؤسسات المختلفة في هذا الإطار.
في سياق متصل، قال الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن كافة الجهود والتدابير المتخذة من جانب الحكومة واللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا قائمة على حماية سلامة الشعب، مردفاً أن هذه الأولوية قائمة ولا صحة للشائعات التي تروّج لتغييرها في المرحلة الراهنة.