أخبارصحيفة البعث

بادئ الحرب ليس بيده النهاية

انطلاقاً من الاستنفار الإسرائيلي، مروراً بالقلق الخليجي، وصولاً إلى التحرّك الأوروبي لخفض حالة التوتر، وتفادي نشوب حرب في المنطقة، يرزح العالم تحت وطأة تداعيات اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ورفاقه المقاومين، بعد أن قادت رعونة ترامب إلى مواجهة مفتوحة في المنطقة، لم يعد فيها مكان للخطوط الحمراء.
يبدو كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الوجود الأمريكي في المنطقة سيكون الثمن، هو الأكثر تعبيراً عن مدى الرد المتوقّع من محور المقاومة على الولايات المتحدة، بغض النظر عن سرعة الرد، ونوعه، والطريقة والتي سينفّذ بها، وقد جاءت الخطوة الخامسة من تقليص طهران التزاماتها النووية، لتؤكّد أن الرد لن يقتصر على الميدان العسكري.
كان تسريب رسالة من الجيش الأمريكي إلى قيادة العمليات المشتركة في العراق، حول اتخاذها إجراءات معينة للخروج من العراق، أولى الخطوات الأمريكية، والتي رغم مجيئها بطلب من بغداد، إلا أن الاستجابة السريعة تدل على أن واشنطن تعي جيداً أن وجودها في العراق أصبح مكلفاً.
تدرك الولايات المتحدة جيداً أن الجريمة لن تمر دون حساب، وهو ما دفعها لاتخاذ إجراءات ملحوظة في قواعدها العسكرية بالمنطقة، وقد قال مسؤول في البنتاغون الجمعة: إن بلاده بصدد نشر قرابة 3500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، وتمّ نشر تعزيزات عسكرية في الكويت، بالإضافة لاستنفار بطاريات الباتريوت في أكثر من دولة كالبحرين والسعودية.
الاستنفار الأمريكي امتد إلى البحار التي تتواجد فيها أساطيل أمريكية، فقد ألغت البحرية الأمريكية مناورات عسكرية مشتركة مع المغرب، وحرّكت الأسطول “باتان”، محمّلاً بمئات الجنود، لتقديم الدعم لأسطول حاملة الطائرات “هاري ترومان” في الخليج العربي، ووصل الاستنفار إلى قلب الولايات المتحدة، فقد أفادت مجلة أمريكية باتخاذ البيت الأبيض إجراءات أمنية مشددة، حيث تمّت الاستعانة بعملاء إضافيين في الخدمة السرية، وحماية أقوى على المداخل، والمزيد من التدقيق بشأن الزوار.
باغتيالها سليماني تكون واشنطن قد أعلنت مواجهة مفتوحة مع محور يقاوم غطرستها في المنطقة منذ عقود، وإذا كانت أمريكا هي من بدأت الحرب، فإن نهايتها لن تكون بيدها.
وسام إبراهيم