أخبار كورونا وأجواء “الحظر” .. وانعكاسات سلبية على سلوك الأطفال
الأحداث الصحية الحالية وحالة الفوبيا والاضطراب المجتمعي إلى جانب الظروف الصعبة والمنغصات التي تسيطر على الحياة العامة.. ستترك أثرها الأكبر على الأطفال من فئة الأعمار الصغيرة عموماً، وستنعكس بشكل سلبي وشبه دائم على نفسياتهم كما أكد الدكتور محمد عبد الرحمن الأخصائي بالإمراض النفسية والعصبية الذي نبه إلى خطورة الأحاديث التي يتداولها الناس عن الفايروس والتي ستتراكم مع الوقت وتشكل مخزونا سلبيا في ذاكرة الأطفال ، وأن ما نسمعه يومياً ونشاهده على شاشات التلفاز يعتبر فاجعاً ومرهقاً لنا جميعا ،فكيف بالأطفال الذين يجب أن يتربوا على الهدوء والطمأنينة والسكينة ، و أن نزرع فيهم الأمل والثقة والسلام . إن الطفل في هذا الوضع الصحي الذي نمر به يفقد تلك الأشياء وتحل محلها أحداث مرعبة سوف تؤثر على حياته بشكل كبير ، وستتجلى تلك التأثيرات بالخوف –اضطرابات النوم – التخلف الدراسي- الفشل المتكرر في اكتساب أية مهارات جديدة. وسوف يصاب بالخوف من كل أفراد المجتمع ، و يفقد الثقة بنفسه وبالآخرين وستتكون لديه سلوكيات عدوانية تنعكس على تصرفاته مع رفاقه أو أقاربه أو أي شخص آخر ، و ستستمر معه طيلة حياته ،كما قد يتعرض الأطفال لأمراض نفسية تنشأ في هذه الحالات مثل (العصاب القلق-الاكتئاب) و يجب أن نضع في اعتبارنا ، كما يقول عبد الرحمن ،أن سلوك أولئك الأطفال سيكون غائباً عنه احترام القانون ، فمع مشاهد العنف التي اختزنتها ذاكرتهم خلال سنوات الحرب ، وبأبشع صور الإجرام الذي ارتكبته المجموعات الإرهابية المسلحة ، يأتي الوباء لترتسم في أذهانهم مشاهد جديدة للحياة تتسم بالمرض والموت ، هذا عدا عن اكتسابهم الكثير من الممارسات الخاطئة التي تتماهي مع مايحدث في المجتمع من ظواهر سلبية، وهو ماينبئ بارتفاع عدد الإصابات النفسية في المستقبل .
صور الرعب
اذا أردنا ان نخفف من وطأة الأحداث الأليمة على الأطفال ، يؤكد عبد الرحمن على ضرورة التخفيف قدر المستطاع من مشاهدة الفضائيات التي تبث الكثير من الأخبار عن عدد الوفيات والإصابات المتزايدة بالفايروس ، كما يجب عدم الإكثار من الأحاديث التي تدور حول الوباء سواء في المحيط القريب والمنطقة أو في العالم ، و زرع الطمأنينة في نفوس الأطفال ، وأن نشرح لهم باستمرار أن كثيراً من هذه الأخبار مبالغ فيها ، وأن الأمور تحت السيطرة طالما هناك التزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية مع الحرص على مساعدتهم للتعرف على مايحدث بطريقة مدروسة ، كما يجب وضع خطة مستقبلية لأطفالنا تتضمن توعية نفسية يقوم بها أطباء مختصون وجلسات مساندة لمساعدتهم في التغلب على هذه الظروف ايلمعقدة والتي لا نعرف متى ستنتهي زمنياً.
رسائل إيجابية
ان رؤية الأطفال لمربييهم وهم متماسكون يوصل لهم رسائل إيجابية .فهم يتعلمون ضبط انفعالاتهم كذلك ، و الأهم أن يظهر مربوهم بموقع القوة والمسيطر على الأمور ، فغالباً ما يعطي الشخص المنفعل صورة للأطفال بأنه خارج السيطرة ،و هنا تصبح الامور أشد تعقيداً ، ولا ضير بأن نترك للطفل مساحة للحديث عما يجول في خاطره وأن نجيبه على تساؤلاته بالشكل الذي يترك لديه انطباعا ايجابيا ويعطيه بريق الأمل.
التحقيقات