الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

دمشق وموسكو: العقوبات الأمريكية تهدف إلى إبادة الشعب السوري.. ويجب رفعها فوراً

دعت سورية وروسيا المجتمع الدولي لممارسة الضغط على واشنطن لرفع العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري، في ظل انتشار فيروس كورونا في العالم، وأكدتا أن هذه العقوبات تهدف إلى “إبادة شعب بلد بأكمله”، وأشارت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان مشترك لهما، أمس، إلى أن الولايات المتحدة تغمض عينيها عن خطر انتشار وباء فيروس كورونا في سورية، كما كانت تفعل حيال تنظيم “داعش” الإرهابي، وتتجاهل دعوة الأمم المتحدة لتغيير سياسة العقوبات.

وحث البيان المجتمع الدولي بأسره على منح الحكومة السورية دعماً دولياً، والضغط على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لرفع العقوبات غير القانونية واللاإنسانية، التي تهدف في الواقع إلى “إبادة سكان بلد بأكمله”، مشيراً إلى أن تلك العقوبات، إلى جانب سنوات الحرب الإرهابية على سورية، تحد من إمكانيات الدولة السورية لمواجهة وباء كورونا، وتُعرقل توريد الأدوية والمعدات الطبية اللازمة.

وحذّر البيان من أن المهجرين السوريين في مخيم الركبان، في منطقة سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي على الحدود السورية الأردنية، يتعرّضون لمخاطر تهدد حياتهم في حال تفشي الوباء هناك.

وتحتجز قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف قرب الحدود السورية الأردنية آلاف المدنيين، كما يقطن الآلاف في مخيم الهول في الحسكة، الذي تسيطر عليه مجموعات “قسد”، المدعومة أمريكياً، ويعانون نقصاً كبيراً في مقوّمات الحياة.

إلى ذلك، ضم الأب الياس زحلاوي صوته إلى حراك المجتمع الأهلي، من منظمات غير حكومية وجمعيات أهلية وشخصيات سورية، في حملة “ارفعوا الحصار عن سورية”، المطالبة برفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري ولا سيما المتعلق منها بالجانب الصحي.

وقال الأب زحلاوي: “قبل كل شيء أنا مع كل ما يساعد سورية في التخلص مما فرض عليها من حرب ظالمة وما يسمى العقوبات الاقتصادية، وأحيي المجتمع الأهلي في هذا التحرّك المهم لرفع الصوت إلى هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها من مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان وسائر المجالس”، لافتاً إلى أن دول الغرب مستعبدة لقوة تفرض على الجميع مخططاتها وإرادتها وهم ينفذون ما يؤمرون به، وتوجّه بدعوة جميع كنائس الشرق، الموجودة في الغرب وهي قوية جداً في الولايات المتحدة، كي يفعلوا ما فعله المطران يوسف طويل عام 1973 يوم رفع دراسة لكاردينال مدينة بوسطن شرح فيها الصراع العربي الإسرائيلي شرحاً انتزع به موقفاً كبيراً من المؤتمر العام لكنائس الكاثوليك في الولايات المتحدة حيث صدر عن المؤتمر بتاريخ 13-11-1973 قراراً يعلن فيه مطالبة كنيسة الكاثوليك في الولايات المتحدة بدولة مستقلة للشعب الفلسطيني.

ودعا الأب زحلاوي جميع الكنائس الشرقية في الولايات المتحدة كي تحذو حذو المطران يوسف الطويل السوري الدمشقي ويوحّدوا كلمتهم لانتزاع قرار بوضع حد للحرب الظالمة على سورية ويرفعوا عنها ما تسمّى “العقوبات”، وأشار إلى أن مشروع المجتمع الأهلي السوري في حملة “رفع الحصار عن سورية” والمشروع الذي يطرحه على كنائس الشرق يتكاملان، معرباً عن الأمل بأن يصلا إلى ما نصبو اليه من نهاية للحرب الظالمة على سورية ورفع العقوبات.

وختم الأب زحلاوي بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تأتي في مقدمة منتهكي القوانين، لذلك لا يحق لها أن تفرض العقوبات على غيرها، وهي التي تستحق أن تفرض عليها العقوبات عبر جميع القوانين الدولية.

يذكر أن حملة المجتمع الاهلي السورية “رفع الحصار عن سورية” بدأت مطلع الشهر الجاري بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تسلّمها الدكتور خالد المصري مسؤول الإعلام في مكتب الأمم المتحدة بدمشق، تعبّر عن مواقف هيئات المجتمع الأهلي والشعب السوري عموماً المطالبة برفع هذه الإجراءات المخالفة لميثاق الأمم المتحدة ودعوة المنظمات الدولية لممارسة دورها الفعال في العمل على إلغائها.

وتتابع الحملة خطواتها عبر توسيع انتشارها والمشاركة الشعبية فيها عبر حملة تواقيع وصفحتها على الفيس بوك.

وفي براغ، أدان المحلل السياسي والاعلامي السلوفاكي البارز ادوارد خميلار بشدة الإجراءات القسرية الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة من قبل الدول الغربية على سورية، والتي تشمل الأدوية والمواد الغذائية، مؤكّداً أنها تمثّل “عملاً بربرياً وجريمة حرب، وأضاف: إن الغرب يمارس ازدواجية المعايير بشكل فاضح حيث يستغل انتشار فيروس كورونا لتصعيد حربه الدعائية ضد سورية، لافتاً الى ان هذه السياسات تأتي في وقت تتوالى الدعوات الدولية لإلغاء العقوبات الاقتصادية.

وشدد خميلار على معارضته الشديدة للعقوبات التي تفرض بحق أي دولة لأنها غير أخلاقية وتؤثّر على الشعوب بشكل سلبي، كما أنها غير فعّالة في إحداث أي تغييرات سياسية، كما تحاول أن تبررها وتستخدمها الدول الغربية لذلك.