قيادة الحزب ومجلس الشعب في ذكرى الجلاء: المعركة مستمرة لإنجاز الاستقلال الكامل مهما عظمت التضحيات
تحيي جماهير شعبنا وحزبنا، اليوم، الذكرى الرابعة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية، وهي أكثر تصميماً على التمسّك بنهج المقاومة، والتصدّي للحرب الإرهابية الكونية التي تشن على الوطن، حتى جلاء الإرهابيين والمحتلين عن أرض سورية وعودة كل شبر من أرضها المقدّسة إلى حض الوطن، وإفشال الحرب الاقتصادية التي جاءت بعد فشل أعداء الأمة وداعميهم ومموليهم في إسقاط الدولة السورية، ومنعها من تحقيق أهدافها، المعلنة أو المضمرة، مهما عظمت التضحيات. فالشعب السوري الذي واجه الاستعمار الفرنسي وقبله الاحتلال التركي وصنع بتضحياته يوم الجلاء الأغر، يؤكّد اليوم للعالم أجمع أن أعداءه لن ينجحوا أبداً في كسب الرهان على كسر إرادته، ومصمم على تحقيق الجلاء الثاني، وتطهير أرض الوطن من دنس كلّ من وطأها، مخرّباً أو محتلاً، إرهابياً أم أمريكياً وتركياً وصهيونياً، والحفاظ على سيادة وطنه وقوته وعزته وكرامته، وستبقى سورية واحدة موحّدة، أرضاً وشعباً.
وبهذه المناسبة، قالت القيادة المركزية للحزب في بيان: تثير الذكرى السنوية لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن مشاعر وطنية وقومية في نفوس السوريين وكل عربي مؤمن بأن أمته تستحق الاستقلال والعيش الكريم، ولا شك في أن جيلنا اليوم هو الأكثر دراية في تحويل هذه المشاعر إلى دروس تبني وعياً متطوّراً في أهمية الاستقلال، فهذا الجيل اليوم يكمل مسيرة آبائه وأجداده في المعركة ذاتها من أجل الاستقلال الناجز والكامل، وأضافت: لعل أول الدروس هو أن الاستقلال الحقيقي يختلف عن الاستقلال الصوري الذي يقتصر على علمٍ ودولةٍ ومقعدٍ في الأمم المتحدة. الاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار والخيار وعدم الارتهان للأجنبي مهما كانت التضحيات.. وثاني الدروس هو أن الشعب العربي السوري كان ومازال طليعياً في صنع الاستقلال وحمايته. فهو الشعب الذي انتصر على الدولة العثمانية، دولة الانحطاط والتخلف، منتصراً بذلك على أسوأ أشكال الاحتلال التقليدي. كما انتصر هذا الشعب على ما أسموه بالانتداب، وهو حلقة وسيطة بين الاستعمار التقليدي والاستعمار الجديد. كان السابع عشر من نيسان 1946 يوم هذا الانتصار العظيم، ويوم بدأت مسيرة التحرير من الاستعمار الجديد بأشكاله المعروفة، كالتبعية الاقتصادية والسياسية، وسياسات الهيمنة والأحلاف والتدخل في خيارات الشعوب وثقافاتها.. والدرس الثالث هو أن جيلنا اليوم يواجه أعلى مراحل الاستعمار الجديد والصهيونية والتكفيرية وكل أشكال الهيمنة ورأس حربتها الارهاب في قسميه: إرهاب الدول وإرهاب العصابات المرتزقة..
وأكدت قيادة الحزب أن ما يميّز معركتنا اليوم لترسيخ استقلالنا وجعله أكثر متانة في ظروف تضخم سياسات الهيمنة والصهيونية هو أننا نواجه عدواً جمع في حربه على سورية كل أشكال الاستعمار، قديمة وحديثة. فالمحتلان الأمريكي والتركي يمثّلان على أرضنا عودة الاحتلال التقليدي مضافاً إليه وسائل الاستعمار الجديد والهيمنة والإرهاب، وأضاف البيان: لقد اعترف المؤرخون بحقيقة أن سورية كانت أول بلد نال الاستقلال في المنطقة، وأول بلد رفض مشروع أيزنهاور “ملء الفراغ” وأول بلد رفض الأحلاف وحاربها وأسقط ما كان يسمى “حلف بغداد”، وأول بلد شكل مع مصر أول وحدة عربية في التاريخ المعاصر، وأول بلد بنى اقتصاده دون ارتهان للخارج رافضاً وسائل الاستعمار الحديث “القروض وغيرها”.. وقريباً سوف يعلن المراقبون انتصار سورية على كل أشكال الاستعمار والاحتلال والإرهاب مجتمعة، فنكون بذلك أول بلد تجرأ شعبه على مواجهة هذا الحشد غير المسبوق من قوى القتل والتدمير والحصار والحروب الإعلامية والنفسية..
وأضاف البيان: إن شعبنا هو الأول دائماً في هذه المعارك، يقوده الرفيق الأمين العام لحزبنا سيادة الرئيس بشار الأسد، القائد الأول في مواجهة ما لا يجرؤ على مواجهته أحد. واختتم البيان بتوجيه التحية إلى هذا القائد، صانع النصر وحامي الاستقلال. والتحية إلى أهلنا الأشاوس في الجولان المحتل وفي المناطق السورية الواقعة تحت الاحتلال التركي والأمريكي وما يتبع لهما من عصابات الإرهاب.. والتحية إلى جيشنا البطل.. وإلى شهدائنا الأبرار منذ عهد الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي وحتى اليوم..
مجلس الشعب: الحفاظ على السيادة والاستقلال
وفي بيان مماثل، أكد مجلس الشعب أن ذكرى الجلاء تمر اليوم وسورية أشدّ إصراراً على الحفاظ على السيادة والاستقلال، ويتجلّى ذلك في التصدي الأسطوري الذي سطّره أبطال الجيش العربي السوري بإسقاط العدوان وإحباط المؤامرات، وإفشال الشعب السوري جميع أنواع الحصار الجائر الذي تتعرّض له سورية، ولفت إلى أن الشعب السوري يؤكّد من جديد، من خلال تضحياته ووحدته الوطنية الناجزة، أنه يجدد صور ملاحم الجلاء الخالدة في التصدي للإرهاب ولكل المؤامرات التي تحاول النيل من سيادة سورية وأراضيها واستقلالها، وذلك من خلال التحامه مع جيشه الباسل وقيادته الحكيمة وصولاً إلى تحقيق النصر النهائي.
وأشار المجلس إلى أن يوم الجلاء الأغر، الذي حققت فيه سورية حريتها واستقلالها، أصبح رمزاً للانتصار والكرامة بفضل التضحيات التي قدّمها أبناء الشعب السوري على مر السنين، ليكون أنموذجاً لنضال الشعوب في رفض الذل والاحتلال والحفاظ على السيادة، مؤكداً أن السوريين ماضون في تصديهم وصمودهم وعزيمتهم التي لا تلين لتحقيق النصر النهائي ضد قوى الهيمنة والإرهاب والشر والعدوان كافة.
كما أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن ذكرى جلاء آخر جندي للاحتلال الفرنسي عن أرض سورية العروبة ذكرى قومية خالدة معمّدة بالتضحيات ودماء الشهداء الأبرار، وأضافت في بيان: إن استقلال سورية كان بداية مرحلة جديدة لبناء الوطن وصون مستقبل أبنائه، ومحو آثار عقود الاستعمار البغيض، الذي يستخدم اليوم أدوات إرهابية حاقدة تسفك الدماء وتخرّب الأوطان، في ظل خضوع المنظمات والمؤسسات الدولية لإرادة قوى الاستكبار، التي تقودها الولايات المتحدة، وأشارت إلى أن هذه القوى تسعى من خلال التضليل والتزوير والدسائس إلى ثني سورية عن مواقفها المبدئية الثابتة وإلى تمرير الصفقات والمؤامرات المشبوهة، ومنها ما تسمى “صفقة القرن”، لتصفية حقوق الأمة العربية، وفي مقدمتها حقوق الشعب العربي الفلسطيني في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ولفتت الهيئة إلى أن ملحمة الجلاء العظيم ستتكرر فوق كل أرض دنّسها الاحتلال، مؤكدة التمسّك بنهج المقاومة المشرّف، والوقوف إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري البواسل في خندق مواجهة الإرهاب والدفاع عن سورية العروبة ودورها القومي الرائد المجيد.