صحيفة البعثمحليات

أسعار رمضان .. ارتفاع واستغلال للحاجة..!

 

حمص – عادل الأحمد

أصبح ارتفاع الأسعار في رمضان من البديهيات، حيث تبدأ الأسواق بالتحرك قبل وأثناء بدء شهر الصوم، فالتاجر أو البائع وحتى (البائع المؤقت) يحاول أن يحسن وضعه المادي وأن يحقق أرباحاً عن أشهر السنة مجتمعة لأنه في رمضان وتحت غطاء الصوم تصرف كل الأموال التي يدخرها المواطن أو التي حاول أن يحيدها جانباً عن مصاريف حياته اليومية من أجل شهر الصوم الذي يجب أن ترفه فيه النفس من خلال توفير لها كل مالذ وطاب.!

الاقتصاديون يرجعون المسألة إلى العرض والطلب، أي إذا ازداد الطلب على المادة وقل المعروض منها ارتفع سعرها، ولكن المواد من كل الأنواع والأصناف تغرق السوق سواء من المنتجات الزراعية أو الصناعية التي تستهلك بكثرة خلال الثلاثين يوماً، ومن المؤكد أنه ليس كل المواد التي تعرض تستهلك وتنفق من الأسواق بنفس اليوم.

وبشهادة الخبراء في التغذية والاستهلاك أن ثمة هدراً من الطعام ما يكفي الكثير من المحتاجين لأشهر إن لم يكن لسنوات، إذن الأمر يتعلق بسياسة الإنفاق والاستهلاك وبعادات وتقاليد توارثتها الأجيال عبر قرون طويلة من الزمن وأصبح البذخ في الإنفاق من البديهيات لكل المجتمعات حتى ذات الدخل المحدود وكأن الجميع يجب أن يأكل عن العام كله.!

وكما في كل مناسبة من هذه المناسبات تصدر التعليمات حول ضرورة مراقبة الأسواق والتشدد في قمع ظاهرة ارتفاع الأسعار، لكن الأمور سرعان ما تخرج عن السيطرة نظراً للازدحام الشديد على طلب متطلبات الصوم، صحيح يمكن أن تكثر عدد الضبوط المسجلة حول مخالفات لكنها تعجز عن أن تشكل رادعاً للامتناع عن تحرك الأسعار أو حتى في الإقلال من عدد حالات الغش التي تحصل على الكثير من الحاجيات وبالنهاية سوف يكون هناك ضحية وهو المواطن الذي يطلب هذه الحاجيات مجبراً تحت تأثير كم هائل من الضغوط دون أن يستطيع قول كلمة لا.