محليات

متطوعو الهلال الأحمر.. مهام صحية وتوعوية لوجستية في مواجهة كورونا

دمشق – ميس خليل

يبذل متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري جهوداً استثنائية في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب استثمار كل طاقات المجتمع السوري للتصدي ومنع تفشي فيروس كورونا، والتعاون بين الجهات الحكومية والأهلية للوصول إلى الهدف المنشود وبقاء سورية سليمة معافاة من الوباء. ومنذ بداية إعلان الحكومة عن الإجراءات الاحترازية، بدأ الهلال الأحمر السوري بتنفيذ مبادراته على أرض الواقع. وبحسب مديرة قسم الإعلام في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري رهف عبود فإن الهلال ساهم بمبادرة مشتركة مع محافظة دمشق لتعقيم الشوارع والأماكن العامة، وذلك حرصاً على السلامة وللوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) باستخدام مواد تعقيم (كلور ممدد بالماء) للمرافق العامة والشوارع، وبدأت الحملة في 20 آذار الماضي وانطلقت من محافظة دمشق، لتبدأ بعدها في كافة المحافظات السورية، بالتعاون مع وزارة الصحة والمحافظات والبلديات المعنية.

عبود أشارت في حوار مع “البعث” إلى أن المنظمة تؤكد على الاستمرار بالحملة بأقصى الطاقات عن طريق متطوعيها وكوادرها على امتداد سورية للحد من انتشار الفيروس، وبدعم من شركائها في العمل الإنساني.

وإضافة للدور المتعلق بالتعقيم أوضحت عبود أن الهلال الأحمر مستمر بتقديم خدماته الطبية عن طريق جميع المراكز الصحية (مستوصفات، نقاط طبية، عيادات متنقلة، فرق جوالة، علاج فيزيائي، أطراف صناعية، صحة مجتمعية، الإسعاف الأولي) في كافة المحافظات يومياً، إضافة إلى استمرار المتطوعين في نشر الرسائل التوعوية للمستفيدين عن طرق الوقاية لمنع انتقال وانتشار العدوى، وضرورة الالتزام  بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة وتوضيح الأعراض والتأكيد على ضرورة التواصل مع الأطباء والمراكز الصحية عند الاشتباه، حيث أن وزارة الصحة هي التي تقوم بعملية الفحص للكشف عن الإصابة بالفيروس، فيما تواصل فرق الإسعاف الأولي استجابتها لجميع الحالات الصحية دون استثناء، وتعمل على الاستجابة لنقل الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، مع اتخاذ إجراءات الحماية والوقاية للمتطوعين وتعقيم السيارات بعد كل عملية نقل، وقد بلغ إجمالي عدد الحالات المنقولة المشتبه بإصابتها حوالي 100 حالة تم نقلها إلى المشافي المخصصة بالتنسيق مع وزارة الصحة وحسب توجيهاتها.

وبينت عبود في ضوء إعلان وزارتي الصحة والداخلية فرض حجر على مدينتي منين والسيدة زينب في ريف دمشق، أن أطقم الهلال الأحمر السوري قامت بالإضافة لحملة التعقيم في البلدتين بتوزيع مساعدات غذائية لمستحقيها، وتستمر عملية التوزيع بشكل دوري، كما يواصل المتطوعون وكوادر النقطة الطبية بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية المعتادة في عين منين وكذلك مستوصف السيدة زينب، وما تزال فرق الإسعاف تقدم خدماتها ضمن منطقة عين منين من خلال النقطة الطبية الموجودة في المنطقة منذ بدء الحجر وحتى تاريخه، وسيارات الإسعاف قادرة على نقل المرضى خارج البلدتين عند الحاجة بالتنسيق مع وزارة الصحة.

وبالنسبة للدورات والنشرات والإعلانات التوعوية التي قامت بها أطقم الهلال الأحمر لمواجهة وباء كورونا، أوضحت عبود أن الهلال الأحمر أطلق حملة إعلانات طرقية توعوية بالتزامن مع توزيع منشورات توعوية وقائية في كافة المحافظات، في حين يقوم المتطوعون بمشاركة هذه الرسائل مع المجتمع المحلي عن طريق منشورات أو جلسات توعوية كما تعمل الفرق على نشر محتوى توعوي بشكل يومي عن طريق صفحاتنا الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة لبرامج التلفزيون والإذاعة.

وعن الصعوبات التي واجهت فرق الهلال الأحمر خلال تنفيذ عملياته قالت عبود: بالتأكيد يوجد دائماً صعوبات متعلقة بجميع استجابات بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية لتؤثر سلباً على الاستجابة، إضافةً إلى أن التعامل مع المواد المعقمة وتركيزها العالي يشكل خطورة على صحة المتطوعين المشاركين بالحملة. كما اعتذر بعض المسعفين عن مناوبتهم ليتم تغطية ذلك النقص بكونه تم تخفيض عدد أعضاء الفريق إلى 3 بدلاً من 4 كإجراء وقائي للحد من انتشار العدوى، كما إن  هناك صعوبات لوجستية بتأمين المواصلات، وكانت أهم الخطوات التي تم اتخاذها لتجاوز هذه الصعوبات هي التواصل مع الشركاء في العمل الإنساني لتأمين المعدات واللوجستيات اللازمة لهذه الحملة، بالإضافة إلى إقامة جلسات توعية للمتطوعين المشاركين بالحملة عن طريق زيادة معرفتهم بطرق التعقيم وكيفية التعامل مع المواد المعقمة، فضلاً عن التواصل مع الأشخاص المعنيين في المناطق المستهدفة لإجراء تقييم أولي سريع للمناطق المستهدفة قبل عملية التعقيم، كذلك هناك بعض الصعوبات في تأمين مستلزمات الحماية الفردية (صعوبة توفرها وارتفاع أسعارها)، حيث يتم تأمينها حالياً عن طريق المركز الرئيسي وتوزيعها على الفروع.