“الصحة العالمية” تحسم الجدل: كورونا ذو منشأ حيواني
حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل حول منشأ كورونا مؤكدة أن للفيروس أصلاً حيوانياً، ولم يتمّ إنشاؤه في معمل أو مكان آخر، وذلك بعد أسابيع من محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلقاء التهم على الصين ومنظمة الصحة العالمية في تفشي الوباء، للتغطية على فشله في مواجهة انتشاره في بلاده، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأمريكيين.
وحذّر الكرملين الروسي من إطلاق المزاعم بشأن الأصل الاصطناعي للفيروس، ووصفها بأنها غير جائزة، مشيراً إلى أن مثل هذه المزاعم لا تستند إلى إي دليل علمي.
جاء ذلك في معرض ردّ الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس الاربعاء، على سؤال صحفي عن الاتهامات التي توجهها بعض الدول للصين بتصنيع الفيروس الفتاك مخبرياً.
وقال بيسكوف: “في ظل النقص في المعلومات المؤكّدة والمتحقق منها بشكل علمي.. نعتبر أن إطلاق اتهامات لا تستند إلى دليل لأي طرف أمر مرفوض وغير جائز”، وتابع: “كل مرة يظهر فيها ممثل أو خبير مؤكداً الأصل الاصطناعي للفيروس أو ملمحاً إلى ذلك، يظهر في الوقت نفسه ممثلان أو خبيران يستبعدان تلك الرواية. لذلك، كلا الجانبين يتحدّثان دون الاستناد إلى أي دليل. وعلى الأرجح، لا نملك معلومات كافية للتوصل إلى أي استنتاجات”.
وأكد بيسكوف أن الأخصائيين الروس على تواصل دائم مع زملائهم الصينيين ويتبادلون المعلومات فيما بينهم، وقال: “الصينيون يعملون على انتاج لقاحات لهم، ونحن أيضاً نتقدّم على مختلف الاتجاهات. والوضع بشكل عام يتطلب تنسيقاً دولياً. ولدينا مع الصينيين حوار بناء جداً وقائم على الشراكة التقليدية، ونحن عازمون على الحفاظ عليه”.
وكانت دول غربية قد اتهمت الصين بقلة الشفافية في التعامل مع وباء كورونا، وسط مزاعم بأن الفيروس ربما يكون قد خرج من معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان الصينية، والذي انتقد بشدة وسائل الإعلام التي “تحاول عمداً خداع الناس بتوجيه اتهامات مبنية على مجرد تكهنات بدون أدلة”.
وفي إطار المزاعم الأمريكية الممنهجة، قدّمت ولاية ميزوري الأمريكية دعوى قضائية ضد الحكومة الصينية محمّلة إياها المسؤولية عن تفشي “كوفيد-19” في العالم، فيما زعم وزير الخارجية الأمريكية أن الحكومة الصينية لم تشارك المجتمع الدولي حتى الآن عينات فيروس كورونا المستجد، التي تمّ جمعها من داخل أراضي الصين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تدعوها إلى ممارسة الشفافية في هذه الأزمة!.
ووصفت الحكومة الصينية الدعوى المقدّمة ضدها بأنها “محض هراء”، مشددة على أن هذه الدعوى باطلة ولا تستند إلى أي أساس واقعي أو قانوني، وشدد المتحدث باسم الخارجية الصينية جينغ شوانغ على أن حكومة بكين تعاملت منذ البداية مع الفيروس الجديد بطريقة شفافة ومفتوحة ومسؤولة، مطالباً الحكومة الأمريكية بإسقاط الدعوى.
واستدعت هذه الدعوى، وهي الأولى من نوعها، شكوكاً من الناحية القانونية لدى الخبراء في الولايات المتحدة، وخاصة أن القانون الأمريكي يحظر مقاضاة دول أخرى إلا في حالات استثناءات قليلة.
وكان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ ندد الشهر الماضي بمحاولة الولايات المتحدة “التشهير بالآخرين وتمرير المسؤوليات والعثور على كبش فداء” إثر أزمة انتشار فيروس كورونا، فيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن مزاعم بومبيو حول “تحمّل الصين مسؤولية فيما يتعلق بالشفافية تجاه الوباء” بأنها “حرب إعلامية”.
يأتي ذلك فيما حسمت منظمة الصحة العالمية الجدل حول منشأ الفيروس، في ظل انتشار نظريات المؤامرة، التي تزعم أن الفيروس المستجد تم تصنيعه أو حتى تطويره معملياً، وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة الشايب، في إفادة صحفية في جنيف، إن جميع الأدلة المتوفرة تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد نشأ في خفافيش في الصين في أواخر العام الماضي ولم يتم إنشاؤه في معمل، وأشارت إلى أن “جميع الأدلة المتوفرة تشير إلى أن للفيروس أصلاً حيوانياً، وأنه ليس فيروس تمّ إنشاؤه في معمل أو مكان آخر”، مضيفة: إنه “من غير الواضح كيف انتقل الفيروس عبر السلالات إلى البشر لكن من المؤكّد أنه كان هناك مستضيف حيواني وسيط انتقل منه.
وكانت تاكشي كاساي المدير الإقليمي لمنطقة غرب المحيط الهادي في المنظمة، قالت: إنه إلى الآن لا يمكن تحديد مصدر فيروس كورونا. وأوضحت أن الأدلة المتوفرة تشير إلى أصل حيواني للفيروس.