الصفحة الاولىصحيفة البعث

في الذكرى الـ 105.. الإبادة الأرمنية جريمة لا تسقط بالتقادم

جرائم عنصرية بشعة ومذابح جماعية ارتكبها سفاحو السلطنة العثمانية بحق الشعب الأرمني، الذي يحيي اليوم الجمعة ذكراها السنوية الـ 105، مازالت ذكراها ماثلة عبر العقود وتلاحق الحكومات التركية المتعاقبة، رغم محاولاتها طمس الحقيقة وإنكار الوقائع التاريخية الموثّقة، لتكون تلك المجازر شاهداً على أرواح أكثر من مليون ونصف مليون شخص راحوا ضحيتها، ودليلاً على إجرام غير مسبوق ضد الإنسانية.

طريقة إحياء ذكرى الإبادة العثمانية للأرمن ستكون هذا العام مختلفة بسبب تفشي فيروس كورونا، إذ ستقوم أرمينيا بتكريم ذكرى الضحايا بإطفاء أضواء الشوارع والمنازل في جميع أنحاء البلاد وقرع أجراس الكنائس. وقال مصدر في رئاسة الوزراء الأرمينية: “إن أجراس الكنائس ستدق مساء يوم 23 من نيسان، وفي الوقت نفسه ستطفأ أضواء الشوارع فى يريفان والمدن الكبرى الأخرى، وسنطلب من مواطنينا أيضاً إطفاء أضواء منازلهم واستخدام ضوء شاشة الهاتف المحمول من نوافذهم، الذي يرمز إلى الوجود الموحّد بالقرب من الشعلة الخالد،ة وستكون للحظات التذكر المضيئة ردها الرمزي من صرح ستيتسرناكابيرد حيث سيؤدي كامو سيرانيان وليانا الكسانيان أغنية أرى ايم سوخاك”، وأضاف: “يوم 24 نيسان يمكن للمواطنين في الخارج إرسال رسالة “اس. ام. اس” مع أسمائهم لتأكيد مشاركتهم عن بعد في الاحتفال”، مشيراً إلى أنه سيتم عرض أسماء الأشخاص الذين يرسلون الرسائل على أعمدة النصب التذكاري.

وتقدّر مصادر أرمنية ومؤرخون عدد الذين قتلوا من الأرمن على يد جنود السلطنة العثمانية بنحو 1.5 مليون، وهو ما دفع الكثير من المؤرخين والعديد من دول العالم إلى اعتبار ما جرى جريمة إبادة، كما تبنى مجلس الشعب في الـ 13 من شباط الماضي قراراً بالإجماع يدين الإبادة الجماعية بحق الأرمن، بينما تحاول الأنظمة التركية المتعاقبة التهرّب من مسؤولياتها القانونية والمعنوية تجاه هذه القضية، من خلال الادعاء بأن ما جرى كان حرباً أهلية قتل فيها ما بين 300 و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك.

الشعب الأرمني بإحيائه الذكرى السنوية الـ 105 للإبادة العثمانية فإنه يجدد تمسّكه بمبدأ تحقيق العدالة لأرواح الضحايا، ولو كان ذلك عبر الاعتراف الدولي بهذه الجرائم. وفي هذا السياق يؤكّد وزير الخارجية الأرميني، زوهراب مناتساكانيان، “أن النضال من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية والعدالة كان وسيظل أولوية في السياسة الخارجية لأرمينيا”.

صلاح الدين إبراهيم