كورونا يعيد كتابة قوانين البطولات الأوروبية ويلغي تقنية الفيديو
خلّف ظهور تقنية الفيديو المساعد جدلاً كبيراً منذ بداية استخدامها الموسم الماضي، فبين مؤيد رأى فيها انتصاراً للمظالم الكثيرة وخاصة في المواعيد الكبرى، وبين معارض تحجج بقتلها لروح اللعب وبالتالي التأثير السلبي على معنويات اللاعبين، ليستمرّ انتشارها حتى غزت أغلب الدوريات الأوروبية إضافة إلى الدوري الأوروبي ودوري الأبطال، ولكن مع انتشار فيروس كورونا اضطرّ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لاتخاذ قرارات جريئة بداية من تغيير مواعيد البطولات، والآن إلغاء تقنية الفار في حال استكمال الموسم الحالي، وذلك حرصاً على سلامة الحكام المتواجدين في غرفة التحكم الخاصة بتقنية الفيديو، حيث سيؤدي تواجد ثلاثة أشخاص في الغرفة إلى خرق قواعد التباعد الاجتماعي المتمثلة في البقاء على بعد مترين من بعضهم، وكان اليويفا يفكر في إمكانية تطبيق تقنية الفار من خلال الشاشات المعلقة في المدرجات، لكن هذا الحل ليس دقيقاً بالقدر الكافي.
والأمر لم يقف عند تقنية الفيديو المساعد، فقد قرر الاتحاد الأوروبي أيضاً تحديد المتأهلين لبطولات دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، إذا تم إلغاء الموسم في الدوريات، وفق طريقة جديدة تعتمد على الجدارة الرياضية، أي أن الفرق أصحاب التاريخ في البطولة سيكون لهم الأولوية، وسيتحدد ذلك من خلال أرقام وأداء الفرق التي لعبت في أوروبا على مدار الخمس سنوات الماضية، مع احتساب النقاط من خلال المباريات التي خاضها كل فريق، وتنصّ المادة “4” من لوائح دوري أبطال أوروبا: “لكي تكون الأندية مؤهلة للمشاركة في المسابقة، يجب أن تكون قادرة على المنافسة في الجدارة الرياضية لكل منها”، وطبعاً كل ذلك سيكون مجرد حبر على ورق إذا تم استكمال الموسم في الدوريات الخمس الكبرى، وهنا سيكون التأهل من خلال المراكز المؤهلة بطبيعة الحال في ترتيب الدوري.
وهنا المشكلة حيث قررت بعض الدول إلغاء منافساتها ومن بينها بلجيكا، بينما تنوي هولندا السير على نفس المنوال، حيث باتت قريبة عن الإعلان عن قرارها الأخير، أما الدول الأخرى، خصوصاً إنكلترا وألمانيا، فإنها تستعد لاستئناف الموسم في شهر حزيران القادم، إذا لم يطرأ مستجد يهدد ذلك.
ولن يلجأ الاتحاد الأوروبي لاعتماد النظام الجديد في التأهل إلا في الدوريات التي لم يتم استكمال الموسم فيها، ولكن تخصيص المشاركين في الموسم المقبل على هذا المنوال سيكون مثيراً للجدل بشكل لا يصدق، ففي إنكلترا مثلاً ستتأهل أندية ليفربول وأرسنال ومانشستر يونايتد وتوتنهام، مع العلم أن ثلاثة من هذه الأندية لا تحتل المراكز الأربع الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنكليزي هذا الموسم، أما في إسبانيا، فإن ريال مدريد وبرشلونة سيرافقان أتلتيكو مدريد وإشبيلية لمرحلة المجموعات، وفي إيطاليا ستتأهل أندية يوفنتوس وروما ونابولي ولاتسيو.