العصابة تواصل تفككها.. داود أوغلو: أردوغان ارتكب أخطاء فادحة في سورية
أبرز رجالات “عصابة” أردوغان يحاول التنصّل، مجدّداً، من ضلوعه في إغراق تركيا، ودفعها للتدخل في شؤون الدول المستقلة ذات السيادة، إذ اعترف أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق في النظام التركي، بتورّط هذا النظام في الحرب على سورية، محاولاً تبرئة نفسه ممّا آل إليه الوضع فيها، ولا سيما في الشمال، ومحمّلاً أردوغان شخصياً مسؤولية ذلك.
داود أوغلو، الذي كان جزءاً من نظام حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، قال: “إنّ أردوغان أحاط نفسه بعصابة وارتكب أخطاء فادحة في السياستين الداخلية والخارجية، ولا سيما تلك المتعلقة بسورية”.
صاحب نظرية “صفر مشاكل”، الذي تولّى قبل رئاسة الوزراء منصب وزير الخارجية، حوّل بسياساته وأردوغان هذه النظرية إلى “صفر أصدقاء” والشواهد كثيرة، وخاصة فيما يتعلق بجيران تركيا، ولا سيما سورية، التي لم يتورّع نظام أردوغان عن دعم الإرهاب فيها بكل الوسائل والعدوان على أراضيها واحتلال أجزاء منها.
يضاف إلى ذلك السياسات التي انتهجها هذا النظام حيال قبرص وعدد من الدول العربية، إضافةً إلى دول أوروبية أفقدته أي مصداقية وكشفت بالدليل القاطع تبنيه أيديولوجية تنظيم “الإخوان المسلمين” الإرهابي.
وحاول داود أوغلو، في حديث تلفزيوني، النأي بنفسه عن تصرّفات وسلوك أردوغان بالقول: “العصابة المحيطة بأردوغان تسعى لتبرئته في موضوع سورية، وتحاول إظهاري وكأنني أنا المسؤول عن الوضع هناك، وهذا غير صحيح أبداً لأن كل القرارات التي اتخذت في سورية كانت دائماً بعلم وبتعليمات منه، وهو الذي كان دائماً صاحب القرار النهائي”!.
ويشير داود أوغلو إلى أن هناك من يحاول التغطية على أخطاء النظام، والذي شكّل جزءاً أساسياً منه في السياستين الداخلية والخارجية، قائلاً: “سيأتي اليوم الذي سنتحدث فيه بصراحة عن هذه الأخطاء التي كلّفت تركيا الكثير ودون أن يستخلص أردوغان العبر من هذه الأخطاء التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه الآن”، لافتاً بهذا الصدد إلى أن الأخطاء التي ارتكبها في مواجهة وباء كورونا تسببت بتفشي الفيروس في جميع أنحاء تركيا.
ولا يترك داود أوغلو فرصة إلا ويستغلها في انتقاد أردوغان، ولا يعفيه ذلك أمام الشعب التركي والعالم من شراكته في جرائم نظام أردوغان الذي حوّل الأراضي التركية إلى مقرات وممرّ للإرهابيين التكفيريين من كل أصقاع الأرض، وأمدهم بالدعم المادي واللوجستي لتدمير سورية وتخريبها وقتل وتهجير شعبها، ومحاولة استغلال قضايا المهجرين لابتزاز أوروبا مادياً.
“أردوغان ومن حوله يرون في كل من ينتقد سياساته خائناً وعميلاً وهم لا يرحمون أحداً بعد أن سيطروا على جميع أجهزة الدولة والأهم هو القضاء والإعلام الذي يستهدف من يعارضه أو ينتقده”، كما يقول داود أوغلو، الذي استقال في أيلول الماضي من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ليؤسس حزب المستقبل، في مؤشر على تفاقم حدّة الخلافات بصفوف الحزب وسط سلسلة الانشقاقات التي عصفت به وكشفت اتساع الشروخ وحجم التصدعات في النظام التركي.