إنعاش القطاع الحرفي وإحياء المناطق المتضررة.. مهام ثقيلة تنتظر “الاتحاد”!!
أصيب النشاط الحرفي بتدهور كبير نتيجة الأزمة التي مرت بالبلاد، وانعكس ذلك على اندثار بعض المهن الحرفية الهامة وتراجع هذه المهن في محافظة دمشق وريفها، فقسم من الحرفيين هجر المناطق التي كان يعمل بها في الغوطة الشرقية، وقسم آخر استمر في المناطق الآمنة، والبعض الآخر تابع مزاولة مهنته في المنطقة الصناعية بالسليمة ومدينة عدرا الصناعية، وآخرون بقوا بمحلات مستأجرة، ما شكل عليهم معاناة وعبئاً مادياً كبيراً.
وأوضح رئيس اتحاد حرفيي ريف دمشق محمد الخطيب كيفية إن عدداً من الذين توارثوا المهنة الحرفية عن آبائهم وأجدادهم لايزالون يحفرون الصخر رغم الحرب التي أبعدتهم عن مزاولة مهنهم الحرفية، خاصة في الغوطة، حيث شهدت الصناعات الحرفية انحساراً تدريجياً وبقي القليل منها يحقق حضوراً خجولاً على صعيد النشاط الحرفي في بعض مناطق المحافظة الآمنة، كما واجهت بعض الحرف تحديات أصعب تمثلت في فتح أسواق قضت على آمال الكثيرين من الحرفيين ونقلت الجزء الأكبر منهم إلى أعمال ومهن أخرى، وبهذا خسرت الحرف والصناعات عدداً من روادها خلال الأزمة. وبعد أن حرر الجيش العربي السوري مناطق الغوطة حيث كانت المهن الحرفية تعيش ازدهاراً، بدأنا نعمل على تنشيط الواقع الحرفي وتسليط الضوء على هذا القطاع الهام، وقد بدأ أصحاب الصناعات الحرفية يعودون إلى منشآتهم وترميم المتضرر منها استعداداً للعمل بها والمساهمة في إعادة الإعمار، لأن ذلك يعتمد على الجهد الحرفي بنسبة تزيد عن 70%، من خلال السعي لتأمين قروض تشغيلية للحرفيين المتضررين، وبدون فوائد، لتشغيل اليد العاملة وتحديث المنشآت التي تعرضت للإرهاب والتخريب.
واعتبر الخطيب أن الحرفي هو القادر على إعادة دوران عجلة الإنتاج الاقتصادي رغم التحديات والصعوبات. ويقف اتحاد الحرفيين اليوم أمام مواجهة حتمية لتأمين سير عمل الحرفيين والاهتمام بقضاياهم، وهو يسعى إلى تطوير بنية صلبة.. وهذا ما عمل عليه فور تحرير المناطق التي أصابها الإرهاب من خلال المطالبة بإعادة إحياء المهن الحرفية التي تراجعت خلال الأزمة.
وأكد رئيس اتحاد الحرفيين ضرورة إحداث مناطق حرفية في الوحدات الإدارية الملحوظة على المخططات التنظيمية أسوة بمدينة التل الملحوظ فيها منطقتان حرفيتان وتأمين مواد المحروقات وتخفيض سعرها أسوة بالقطاع الزراعي، وأيضاً تخفيض مادة الأسمنت للحرفيين بسعر تشذجيعي أرخص من السوق السوداء، ووجوب حضور مندوب المهنة في التصنيف المالي وضرورة مشاركة اتحاد الحرفيين بجميع الفعاليات في المحافظة، وما يهم الحرفيين وإعادة النظر برسم البناء في المنطقة الصناعية بالسليمة، وهناك مشكلة حقيقية يعاني منها الاتحاد الذي يضم 31 جمعية حرفية موزعة في المناطق كافة.
ويبلغ عدد أعضاء الهيئة العامة للحرفيين المنتسبين ما يقارب 24 ألفاً، وهناك ثلاثة أضعاف هذا الرقم غير منتسب، لذا نطالب بتعديل المرسوم 250 الناظم لاتحاد الحرفيين وإلزام أي حرفي بتقديم شهادة حرفية في حال الترخيص لبناء منشأة حرفية، وأشار الخطيب إلى وجود اهتمام جدي من الحكومة لتحسين هذا القطاع، وخاصة مهن الشرقيات والحرف القابلة للانقراض، ونسعى حالياً لإحداث حواضن لهذه الحرف، ولتشجيع هذا القطاع تتم المشاركة في المعارض الدولية لتأمين عمل للحرفيين، وخاصة الشرقيات التي شهدت تراجعاً كبيراً خلال أزمة الحرب، نظراً لتأثر الأسواق في المناطق الساخنة وانخفاض الإنتاج، ورأى الخطيب أنه لإعادة تلك المهن وتطويرها لابد من تأمين المواد الأولية لأصحاب هذه المهن وإقامة معارض للمهن القديمة لاستمرار التراث والتعرف عليها وتخفيض ضريبة الدخل على أصحاب المهن الصغيرة التراثية.
بعض الحرفيين الذين التقيناهم طالبوا بالسماح لهم بتغيير مهنهم والعمل على تغيير صفة الترخيص والطلب من الوزارة المختصة الموافقة على التعديل، حسب الضرورات والمتغيرات الحاصلة التي تسمح للحرفي بالاستمرار، من جهة أخرى يعاني بعض الحرفيين من صعوبة الإجراءات الإدارية في بعض الدوائر، خاصة فيما يتعلق بحصولهم على براءة ذمة من كافة المصارف، وهنا يطالبون بالاكتفاء بالطلب من الجهة الواضعة لإشارة الترقين حصراً، إلى جانب موضوع إنشاء صندوق لضمان الشيخوخة والعجز والوفاة، وهذا مطلب معظم الحرفيين منذ سنوات، وهم اليوم يجددون هذا المطلب الملح أسوة بباقي المنظمات والنقابات.
عبد الرحمن جاويش