ثقافةصحيفة البعث

لماذا الإصرار على ركوب موجة الدراما في رمضان؟!

حملت لنا الأيام الأولى من رمضان كعادتها عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية التي تمّ إنجازها بشكل خاص من أجل عرضها في الموسم الدرامي الرمضاني، لذلك فإن فقدان أحد تلك الأعمال فرصته في العرض وخروجه من الموسم يحمل الحزن والخيبة في طياته لكل طاقم العمل من مخرج ومنتج وممثلين، حتى وإن لم يعبّروا صراحة عن هذه الخيبة.

فما سبب هذه الخيبة؟ ولماذا يعتبر القائمون على العمل خروجه من السباق الرمضاني خيبة أمل أساساً؟ وهل الأعمال التي يتمّ عرضها خارج رمضان تعدّ أقل قيمة لمجرد عدم دخولها هذا السباق المحموم؟ ولماذا يصرّ جميع من في الأعمال الدرامية على حجز أماكنهم وركوب موجة الدراما الرمضانية على الرغم من اتجاه عدد من منتجي الأعمال مؤخراً إلى عرض أعمالهم قبل الموسم الرمضاني لرغبتهم بعدم الدخول في هذه “المعمعة” من الأعمال الكثيرة، ولإدراكهم بأن فرصتها في المشاهدة وأخذ مساحتها التي تليق بها تزيد عندما يتمّ عرضها بشكل فردي بعيداً عن الكم الهائل من المسلسلات الرمضانية، ولكن هذا الاتجاه الذي ينادي به البعض في الفترة الأخيرة لم يغيّر من واقع أنه لا يزال المقياس السائد الذي تعتمده الأغلبية لنجاح العمل هو نجاحه في شهر رمضان الكريم وتحقيقه لنسبة مشاهدة عالية في ظل المنافسة الشديدة والخيارات المتعددة من الأعمال، ولا تزال مشاركة الفنانين في الأعمال الدرامية الرمضانية مصدر سعادة وفخر وتباهٍ لهم، وكأن نجوميتهم “تنقص” إذا  تغيبوا عنها وكأن مقياس نجاحهم الوحيد هو العمل الرمضاني، لذلك يحرص الممثلون باختلاف درجة نجوميتهم على أن تلمع أسماؤهم في هذا الشهر، ولكن اللافت والغريب في هذا العام أنه يشهد غياباً لأهم الفنانين السوريين واللبنانيين الذين عادة ما يحتلون الصدارة في الشاشات والفضائيات العربية واعتاد الجمهور العربي على متابعة مسلسلاتهم وعلى وجودهم في الساحة الرمضانية بقوة، وبالطبع لم يكن غيابهم بسبب الاستبعاد أو عدم المشاركة في أعمال درامية ولكن غيابهم سببه فيروس كورونا الذي لعب لعبته وأدى إلى خروج المسلسلات التي يشاركون فيها من السباق بسبب الإجراءات الوقائية والتي أدّت إلى نقص المشاهد وعدم القدرة على استكمال تصويرها، فهل سيحقق غيابهم جواً جيداً ومواتياً لمنافسيهم من الفنانين لكي يقتنصوا الفرصة ويثبتوا تفوقهم؟ وهل سيؤثر غيابهم عن الموسم الرمضاني على نجوميتهم التي لم يشكك بها أحد سابقاً؟ أم أن الجمهور سيفتقد نجومه الأعزاء ويعتبر الموسم الدرامي ناقصاً؟ أو ربما سينساهم وينشغل بغيرهم على اعتبار أن التلفزيون لا ذاكرة له، جميع هذه التساؤلات تبقى رهن المشاهد العربي حتى نهاية الموسم الرمضاني، ولكن حبذا لو أن هذا الغياب غير المتوقع -حتى لهم- يوقظ المغرور منهم من الوهم الذي اعتراه بأن الدراما لا تستمر من دون حضوره، فيدرك حجمه الحقيقي ويعيد أقدامه إلى الأرض التي اعتقد أنه حلق مرتفعاً عنها إلى الأبد من دون التفات أو رجوع!

لوردا فوزي