ثمن كيلو الكمأة يتجاوز الـ 18 ألف ليرة أمام محدودية الموسم!
دمشق ــ ريم ربيع
يقترب موسم الكمأة في سورية من نهايته لهذا العام وسط خيبة أهالي البادية ممن انتظروا موسماً وفيراً كما العام الماضي، حين قدّرت المبيعات بما يتجاوز 200 مليار ليرة وسطياً نظراً للإنتاج الوفير الذي تجاوز 25 ألف طن، فعلى الطريق الدولي دمشق – حمص يلفتك مشهد الباعة الذين يفترشون جوانب الطريق لبيع كميات محدودة مما جنوه من ثمار الكمأة في بادية حمص وحماة، حيث تتعدد الأنواع والأصناف والجودة والأسعار، غير أنهم يجمعون على انخفاض الموسم لهذا العام مقارنة بالعام السابق، أو “عام الخير” كما يفضلون تسميته، وينعكس هذا الانخفاض جلياً على أسواق دمشق التي تعرض كميات متواضعة من الثمرة وبأسعار تجاوزت 18 ألف ليرة في بعض الأسواق، أي بزيادة 50% تقريباً عن سعرها على الطريق الدولي، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 5 آلاف و12 ألف ليرة حسب الجودة وحجم الحبة.
ومن المعروف عن ثمرة الكمأة أنها طعام الأغنياء فهي من أغلى أنواع الفطر، وذوو الدخل المحدود لا قدرة لديهم على شرائها بهذا الثمن، وقد يقتصر الموسم الممتد من نهاية كانون الثاني حتى نهاية الربيع بكامله على “دوقة” لأغلب الفئات، ومع ذلك حافظ البعض على عادتهم بتناول وجبة واحدة على الأقل خلال العام، إلا أن الأسعار الخيالية لهذا الموسم حالت دون تطبيق ما اعتادوا عليه، وكانت أسعار العام الماضي تراوحت بين 3 آلاف و8 آلاف ليرة للكيلو غرام الواحد، وكون ثمرة الكمأة لا تحتاج زراعة أو سماداً أو عناية نظراً لنموها بشكل طبيعي مع اشتداد المطر والرعد، فلا تكاليف تبرّر ارتفاع السعر بهذا الشكل، إلا أن أهالي البادية أوضحوا أن تكاليف النقل هي ما يرفع الأسعار في المدن، إضافة إلى الجهد الكبير للعثور على الثمار، كما يعزوا البائعون الارتفاع لتراجع الموسم هذا العام وصعوبة جني الثمار في المناطق الشرقية، وانخفاض الطلب بعد تركيز الأغلبية العظمى على توفير الأساسيات في ظل انتشار وباء كورونا.
وتتوزع مناطق القطاف عادةً على بوادي وأرياف حمص وحلب وحماة ودمشق والسويداء ودير الزور والرقة، ويرى أهالي هذه المناطق في موسم الكمأة مربحاً جيداً يعوّض عن خساراتهم في الإنتاج بشقيه الزراعي والحيواني، إلا أن الأعوام الأخيرة زادت من صعوبة جني الموسم تحت تهديدات داعش والجماعات الإرهابية، وسجلت مع بداية الموسم الحالي عدة حالات لاعتداءات وقتل لمن يحاول جني ثمار الكمأة، فضلاً عن الألغام المزروعة في كل مكان لتصبح الكمأة في شرق سورية الثمرة الملطخة بالدماء حرفياً ومجازياً.