طقوس رمضان في حمص
تعتبر التقاليد الرمضانية في حمص والتي تمتد لعقود من الزمن مستحبة جداً لأهالي هذه المدينة وخاصة المشروبات والعصائر الرمضانية التي تحتل مكاناً بارزاً على موائد إفطارهم، ولم تمنع جائحة الكورونا المواطنين عن البحث عنها، فالعرق سوس والتمر الهندي والخروب وقصب السكر والجلاب وقمر الدين يزيد عليها الإقبال مع كل يوم رمضاني يمر على حمص، وها هي محال العصائر تنشط مع كل نهاية يوم، ولم تعد تكفي لينتقل بيعها أيضاً على الأرصفة وفي الشوارع الرئيسية على العربات والبسطات مجهزة ضمن أكياس من النايلون .
وأكد الكثير من المواطنين الذين يقبلون على شراء هذه المشروبات أن هذه التقاليد من أبرز الطقوس الرمضانية في حمص حيث يحتاج لها الصائم في الشهر الكريم بعد يوم طويل من الصيام، وتمنى الكثير منهم مراقبة العصائر التي تباع على الأرصفة وطبيعة المواد المستخدمة فيها من خلال العمل على تطبيق الشروط الصحية اللازمة في ظل خطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا أن هذه المشروبات الرمضانية هي الأخرى لم تسلم من موجة الغلاء ليستبدلها الكثير من المواطنين بعصائر صناعية أقل تكلفة، لأن التمر هندي والعرق سوس والتوت الشامي حلق بأسعاره عالياً.
مشروبات حمص الرمضانية باتت تتلاشى عند الكثيرين من المواطنين، حتى أن تقاليدها التراثية بدأت أيضاً بالانحسار شيئاً فشيئاً، حيث كان يباع العرق سوس بطرق جميلة يرتدي فيها البائع لباسا خاصا برمضان ويمارس طقوسا خاصة تتمثل بالغناء مع موسيقى الصحون التي تكون بين يديه، ومع كل ذلك فما زال المواطن الحمصي يحرص بالرغم من موجة غلاء هذه المشروبات الرمضانية في أن تكون مزينة لمائدته عند الإفطار رغماً عن أنف فيروس كورونا الذي سبب في أن يكون الإقبال عليها متوسط بشكل نسبي.
نزار جمول